بعفوية بالغة راقتني جملة قلتها لصديق في تعليق على فيسبوك، كان نصها: “أي حاجة تنبهر بيها اعرف إنها Ai”، وهذا واقع مخزٍ ومزرٍ مما ساقته لنا البرامج الذكية وعمّت بها البلوى في ساحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ أصبح كل شيء يُنشر مشكوك في أمره، وكل شيء يبعث على السعادة لا محل له من الإعراب، حيث في زمن الذكاء الاصطناعي قبل أن تفرح بالخبر تجد من ينبّهك أن الصورة أو الفيديو ”Ai”، حتى غابت الحقيقة وضاعت.
وتزداد خطورة انتشار صور وبرامج الذكاء الاصطناعي أن إنتاجها بشكل دقيق جعل الناس يتعاملون معها كأنها حقيقة ليس فيها مراء، يعقب ذلك سيلٌ من المشاركات حتى تنتشر كالنار في الهشيم، وهذا ما حدث مؤخرا مع انتشار صورة مفبركة للزعيم عادل إمام والفنانة لبلبلة أنهما يمشيان في القاهرة وسط الناس، ومع وضوح فبركة الصورة إلا أن الناس أصبحوا يصدقون بكل سهولة مع علمهم بتوغل هذه البرامج بشكل مخيف!
ومن الضحك الذي كالبكاء كما يقولون أنني نبهتُ أحدهم على صورة مفبركة انتشرت لاشتعال مبنى الموساد الإسرائيلي على أعقاب حرب إيران وإسرائيل، والمفاجأة أنه قال: “إيه يعني سيينا نفرح”، عجبا لمحبة الناس لأي انتصار وهمي لا ينتج في المستقبل إلا الخراب والدمار الذي لا يبقي ولا يذر، مع التأكيد على أن الشائعات لم تنتشر بهذا الشكل الفجّ إلا مع ظهور البرامج الذكية التي تحاكي الوقع بكافة تفاصيله.
مما يجب التنبيه له وتوعية الشباب به خاصة في زمن الحروب أن انتشار الصور التي تنتج عن طريق البرامج الذكية، وإن كان فيها مَن ينتجها هواة ليس لهم غاية أو هدف سوى التسلية؛ إلا أن هناك من هذه الصور مَن ينتجها جيوش إلكترونية لأسباب وأهداف معلومة، وتساعد بشكل خطير في انتشار الشائعات التي تجعل المعلومات المضللة تتسرب بشكل سريع إلى المتلقي للرسالة، مما يجعله يتبنى آراء خاطئة تدمره وعيه مستقبلا، وتجعله لقمة سائغة في مهب الريح إيذاء هذه البرامج التي تجعله بلا أي فكر ولا رأي سليم.
