أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، السيطرة الكاملة على بلدة “نوفا كروهلياكيفكا” في منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا، في وقتٍ شنّت فيه موسكو أعنف هجوم جوي على عدد من المدن الأوكرانية باستخدام مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن قواتها “حررت” البلدة بعد معارك برية وضربات جوية استهدفت مواقع تمركز الجيش الأوكراني، مشيرة إلى أن السيطرة على “نوفا كروهلياكيفكا” تُعدّ خطوة استراتيجية لتعزيز التقدم الروسي بمحور خاركيف.
هجوم روسي غير مسبوق
وفي سياق متصل، كشف الجيش الأوكراني عن تعرّض البلاد لهجوم غير مسبوق شنّته روسيا خلال ساعات الليل، مستخدمة 363 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد”، إلى جانب 8 صواريخ باليستية من نوع “كينجال” وصواريخ “كاليبر” أُطلقت من البحر.
وقالت قيادة سلاح الجو الأوكراني، إن منظومات الدفاع الجوي تصدّت للهجوم وأسقطت غالبية الأهداف، إلا أن بعض الطائرات المسيّرة وصلت إلى أهدافها في عدة مدن، من بينها خملنيتسكي وميكولايف ودنيبرو.
وأفادت السلطات المحلية عن اندلاع حرائق في منشآت مدنية، دون تسجيل إصابات بشرية حتى الآن، فيما لا تزال عمليات الإطفاء جارية.
استنزاف الدفاعات الأوكرانية
ويرى مراقبون عسكريون أن تكثيف موسكو لاستخدام الطائرات المسيّرة، إلى جانب الصواريخ الفرط صوتية، يُمثل محاولة واضحة لاستنزاف منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية وإجبارها على الانتشار المفرط، خاصة مع تراجع المخزون الدفاعي لكييف في بعض المحاور.
وقال المحلل العسكري في كييف، أوليغ زدانوف، إن “روسيا بدأت تتبع أسلوب القصف بالموجات المركّبة، بهدف إرباك أنظمة الرادار والتشويش الإلكتروني”، مؤكدًا أن “الضغط مستمر خاصة على منشآت البنية التحتية العسكرية الحيوية”.
دعوات أوكرانية للدعم الغربي
في أعقاب الهجوم، جدّدت كييف دعواتها لحلفائها في الغرب لتوفير مزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، وعلى رأسها “باتريوت” الأمريكية، محذّرة من أن استمرار الهجمات بهذه الوتيرة قد يؤدي إلى انهيار البنية الدفاعية في بعض المدن.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب متلفز، أن “روسيا لا تكتفي باحتلال أراضينا، بل تريد أن تُخضع مدننا عبر الترويع الليلي”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل.
