📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب: «لسنا نحن»

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

الناسخ والمنسوخ أصبحوا الآن مرآةً لحالة من التناقض و الارتباك العقلي التي تعيشها مجتمعاتنا، حيث العبثية الفكرية تسود، والمنطق يغيب لقد أصبحنا في زمنٍ يعاد فيه إنتاج البشر كما تعاد طباعة الصور، لم نعد نعيش حياتنا، بل نمثل ما يطلب منا، نستهلك الأفكار كما نستهلك الوجبات السريعة، ونرتدي أنماط الحياة كما نرتدي الموضة، بلا وعي، بلا سؤال.

أصبحنا نقلد أكثر مما نفكر، نكرر أكثر مما نبدع، نتباهى أكثر مما نكون، تسللت التبعية إلى كل التفاصيل، في ملابسنا، لغتنا، اختياراتنا، وحتى في حزننا وفرحنا،نثور كما يراد لنا ونحب كما يسوق لنا، ونبكي كما تعلمنا الشاشات، نحن الخدام وليس المستخدمين .

الحرية لم تعد حرية، بل غلاف براق لتبعية فكرية عميقة، نحاكي العالم، ونتخلى عن أنفسنا، نهلل للرائج و نخجل من المختلف نسمي التكرار أصالة، ونصفق للقالب، نصفق للأنماط الجاهزة التي تفرض علينا، وكأن التقليد فضيلة، وكأن النسخ بطولة، ونقتل السؤال بداخله، نعيش الآن في زمن لا ينتج أفرادًا، بل نسخًا، وكلما حاول أحدهم أن يكون هو اتهم بالغرابة أو الجنون.

لكن الجنون الحقيقي هو أن ندفن أحياء داخل قوالب غيرنا يا عزيزي
قف لحظة، واسأل نفسك من أنت إن لم تشبه أحدًا من أنت إن تخليت عن كل ما تعلمته من محاكاة الآخرين.
هل ما تحبه نابع من قلبك؟
أم زرِع فيك باسم التطور؟

هل أنت حي أم مستنسخ؟ مع العلم في هذا الزمن، لم يعد الناسخ والمنسوخ مجرد مصطلح لغوي بل أصبح مشهدًا عالميًا صامتًا الناسخ هو من يصنع الواقع ويروج روايته، والمنسوخ هو من يستهلكها دون أن يسأل من كتب النص أو لماذا كتب أصلاً لا تكن نسخة أخرى في زمن الصور المكررة، كن الأصل كن الصدق، كن الفوضى الجميلة التي لا تقلد، فكر قبل أن تكرر أختبر كل فكرة قبل أن تتبناها، تعلم أن تقول لا لما لا يشبهك أحترم ذاتك حتى لو خالفت الجميع اقرأ أطرح أسئلة ولا تخف من الاختلاف، كل ما يسوق لك ليس بالضرورة لك

الأصل أغلى من ألف نسخة لا أحد سيمنحك ذاتك إن لم تقاتل لتستعيدها توقف عن التشبه، وأبدأ بالصدق، فالصادق لا ينسخ

كن أنت كما لم يكتب من قبل، لقد آن أوان الصحوة، آن أن نستعيد عقولنا من هذا السوق الكبير ونعود بشرًا لا نسخًا أحياء لا مؤدين
إما أن نصحو معًا، أو نمحى معًا كنسخ منسية، تذكروا في كل فوضى تصنع حولنا، هناك من يعيد ترتيب مصالحه على حساب وعينا وهويتنا، وحريتنا.،اللهم أرزقنا نور البصيرة وصدق الذات وقوة ألا نكون نسخًا من أحد اللهم اجعلنا أحرارًا في عقولنا، صادقين مع أنفسنا شجعانًا في اختلافنا،ولا تجعلنا نشبه ما لا نحب، ولا نجامل على حساب أرواحنا اللهم علمنا أن نكون نحن كما خلقتنا، لا كما صاغنا الناس واجعل لنا في الصدق جمالًا، وفي التفرد بركة، وفي الاستقامة عزًا لا يزول يا اكرم الاكرمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights