
– سعدنا باستضافة نجوم مصر على مسارح السعودية
– الحضور الجماهيري يحكمه التسويق وأسماء النجوم
* أجرت الحوار: غادة عصفور
بخطى واثقة استطاع الفنان السعودي خالد الباز أن يثبت حضوره في الأوساط الفنية المسرحية كمخرج وممثل، وخلال فترة قصيرة نجح في حصد عدد من الجوائز في سن مبكرة، ليتدرج بعدها في العمل الوظيفي الإداري في مجال ليس بعيدا عن الإبداع المسرحي، وبذات الخطى الواثقة تمكن الباز من تحقيق نجاحات شابة متميزة في عمله كمدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ، وأيضا الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة السعودية.
في الحوار التالي تحدث الفنان خالد الباز عن رحلته من صناعة الفن إلى إدارته..
- بدأت ممثل ومخرج.. هل أخذك العمل الإداري من الإبداع الفني؟
دخلت عالم المسرح في منتصف التسعينات حيث كنت أذهب مع شقيقي الأكبر الذي كان محباً للعمل المسرحي، وقد أحببت أجواء المسرح وطقوسه المختلفة عن غيرها، فنشأت بيني وبين المسرح علاقة كبيرة، وشهدت في جامعة الملك سعود كبار المخرجين مثل المخرج المصري الراحل الدكتور كمال عيد وعثمان قمر الأنبياء و الكاتب الأستاذ محمد العثيم (رحمه الله)، هذه الجامعة التي تعد صرحاً أكاديمياً كبيراً، وكان لديها مسرحاً جامعياً يعج بأسماء كبيرة من النجوم في ذلك الوقت مثل ناصر القصبي، وبالتأكيد كان للمسرح الجامعي دوراً كبيراً في حياتي الفنية فيما بعد حتى بعدما انتقلت للعمل الوظيفي، ولكني لم أبتعد عن المسرح حيث أنني مازلت أعمل لخدمة أبو الفنون من خلال العمل الإداري والتطويري.
- هل تذكر أول عمل مسرحي شاركت به؟
بدأت في العمل المسرحي من خلال مسرحية “جلسة مع القانون”، كنت في مرحلة الطفولة عام 1994 حيث قدمت شخصية رجل آلي، وبعد ذلك العرض أصابني داء المسرح ولم أغادره، وخلال فترة دراستي بالجامعة قدمت عدة أعمال مسرحية وحصلت على عدد من الجوائز، منها جائزة أفضل مخرج لثلاث سنوات على التوالي، وشاركت في أعمال مسرحية دولية بإسم الجامعة واسم المملكة، وأخرجت أكثر من 30 عمل مسرحي.
- كيف تجد العمل في السلك الإداري اليوم بعدما ابتعدت عن إخراج الأعمال الفنية؟
العمل الإداري للحقيقة عمل متعب جدا، لذا لم أستطع أن أجمع بين الحياة الفنية والإدارية معا لأن كلاهما يحتاج إلى تركيز شديد، ولكني تحمست للإدارة لأنها لم تخرج من إطار المجال المسرحي الذي اكتسبت منه خبرات عديدة، فلم أبتعد كثيرا عن البيئة المسرحية في ظل تمكين قوي تشهده المملكة، فأصبحت مديرا عاما للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض، ثم جمعية الثقافة والفنون بالمملكة، إلى جانب الرئاسة التنفيذية لجمعية المسرح والفنون الأدائية وعضوا لمجلس الإدارة.

المسرح والفنون الأدائية
- كيف تساهم جمعية المسرح والفنون الأدائية في اكتشاف المواهب المسرحية؟
جمعية المسرح والفنون الأدائية تم إنشاؤها بمبادرة من قبل وزارة الثقافة السعودية، التي تشرف عليها إشرافاً فنياً ويرأس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ الفنان ناصر القصبي، ومجلس إدارة من المهنيين بالقطاع، وهذه الجمعية تساهم بشكل كبير في خدمة كل المهنيين الممارسين للمسرح وقطاع فنون الأداء باعتباره قطاع واعد وكبير، كما نحرص على الإهتمام بالمواهب الصاعدة من خلال توفير برامج تدريبية خاصة لتأهيلهم وتمكينهم ، وذلك انطلاقا من استراتيجية الجمعية وأهدافها الرئيسية وخطتها المستقبلية.
- لأي مدى تقدمون دعم لصُناع المسرح؟
نحن نخدم في المقام الأول أعضاء الجمعية وقطاع المسرح لفنون الأداء، فالأعضاء يستفيدون من البرامج والمشاريع الخاصة بالجمعية، ولدينا موقع إلكتروني يتضمن جميع الخدمات التي تقدمها الجمعية والمشاريع الخاصة بها.
- حدثنا عن مشروع “جولة المسرح”؟
مشروع “جولة المسرح” تنفذه جمعية المسرح والفنون الأدائية، وأريد أولاً أن أقدم الشكر الجزيل لهيئة المسرح والفنون الأدائية ورئيسها التنفيذي الدكتور محمد علوان، لحرصه الحقيقي لتمكين الجمعية وإسناد المشاريع الهامة لها، وبالنسبة ل “جولة المسرح” هو جولة لعرض مسرحي حصل على جوائز، حيث يتم إعادة تقديم العرض في بعض مناطق المملكة، فمثلا كانت لدينا مسرحية “بحر” التي حصلت على جائزة في مهرجان المسرح المحلي بالرياض، ثم شاركت المسرحية في المهرجان الخليجي وحصلت على مجموعة أخرى من الجوائز، وهذا العرض كان رائعاً ومميزاً ومتمكناً من أدواته في الإخراج والكتابة والتمثيل، وستواصل الجمعية سلسلة من الجولات القادمة بإذن الله.
- على أي أساس يتم اختيار المدن التي تقام بها الجولات؟
الاختيارات ننطلق من استراتيجية واهداف المشروع الذي يحرص على تقديم عروض مميزة ودعم الفرق المسرحية وتعزيز الحراك الثقافي والمسرحي، وقد نجح هذا المشروع بشكل كبير بسبب التميز والإيمان بالدور الحقيقي للعرض المسرحي المميز والفائز، كما أن الإحصائيات تؤكد الإقبال الكبير للجمهور على هذه العروض المسرحية. أكثر من 2141 عدد الحضور.
جمعية الثقافة والفنون
- هل يتم الاستفادة من المتدربين الموهوبين من خريجي الورش التدريبية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون؟
هذه الجمعية هي صرح ثقافي كبير يمتد الأكثر من 50 عام، وهي من أقدم المؤسسات الغير ربحية وتهتم بأربع مجالات، هي مسرح الفنون الأدائية والموسيقى والأفلام والفنون البصرية، ولهذه الجمعية 16 فرعا في المملكة، وهي تهتم بمجموعة من البرامج من أهمها قضية التدريب والتمكين والتأهيل، وقدمنا مؤخراً مشروع بعنوان “رحلة الفن” بالتعاون مع وزارة التعليم، يهدف بالدرجة الأولى إلى الاهتمام بالنشء الموهوبين لصناعة جيل واعد.
- ما هي المجالات التدريبية التي يستهدفها مشروع “رحلة الفن” وما هي آلية العمل به؟
هذا المشروع يقدم مجموعة من الورش التدريبية في مجالات الموسيقى والمسرح والفنون البصرية، ومن حق كل طالب أن يختار التخصص الأقرب لميوله، ثم ينتقل المتدرب المميز إلى معسكر تأهيلي لمدة شهر خلال إجازة فصل الصيف، حيث تتاح له الفرصة لتقديم مشروع تخرج لعمل فني تابع لاختصاصه، ونحن ندعو المؤسسات الثقافية ومؤسسات الإنتاج للإستفادة من هذا المشروع
بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون وبدعم من صندوق دعم الجمعيات تحت إشراف وزارة الثقافة.
- وماذا عن الاهتمام بالمسرح المدرسي؟
كل الجمعيات والمؤسسات الثقافية لدينا لها أهداف واستراتيجيات، ويعتبر المسرح التربوي أحد أهم اولوياتها.
- متى يمكن أن نرى المسرح المدرسي مقرراً رسمياً في المدارس؟
هذا الجانب ضمن نطاق وزارة التعليم وهي المعنية بهذا الموضوع، وهناك مشروع كبير لتنمية القدرات يقام بشراكة بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم، وهو مشروع لتنمية القدرات الإبداعية لدى أصحاب المواهب ، وقد تم البدء في تنفيذ المشروع بالفعل وتخرجت منه عدد من المواهب الذين تم تأهيلهم وابتعاثهم للدراسة بالخارج في شتى مجالات الفنون، وهناك برامج وشراكات عدة في هذا المجال من خلال الوزارة.
المسرح السعودي
- هل يمكن أن يكون للمنصات الرقمية دور في انتشار المسرح السعودي مثل منصة “شاهد”؟
المسرح السعودي حاضر في كثير من المحافل المحلية والدولية وتقوم هيئة المسرح والفنون الأدائية بجهود كبيرة وبرامج عدة لتقديم المسرح السعودي دولياً، ومن ضمن ذلك برامج تسويقية للمنصات الرقمية وفق معايير وآليات محددة، وبالمناسبة المسرح السعودي له تاريخ يمتد منذ زمن بعيد وقد حقق العديد من الإنجازات على مستوى المحافل المحلية والدولية، والمسرح لدينا حاضراً ليس فقط للمشاركة بل للمنافسة أيضاً سواء في المهرجانات العربية أو الدولية.
- كيف ترى إقبال الجمهور السعودي على العروض المسرحية؟
من خلال برامج المسرح المقدمه من هيئة المسرح والفنون الأدائية نجد تغير ملحوظ في مسألة الحضور الجماهيري، كون الأمر مرتبط بالعملية التسويقية أحيانا وبأسماء النجوم تارة أخرى وبالطرح والمحتوى.
- كيف ترى جهود الهيئة العامة للترفيه في تطوير الحراك المسرحي السعودي؟
بدعم من قبل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد مايقدمه معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه نفخر به من تمكين ودعم النجوم والمواهب وبرامج مختلفة ومتنوعة بمخرجات عالية، وقدمنا مؤخراً عرضاً مسرحيً بعنوان “الشنطة” بطولة الفنان ناصر القصبي وصل إلى 20 ليلة عرض متواصلة تم نفاذ تذاكرها بالكامل.
- هل لديكم خطة مستقبلية للتعاون المسرحي مع فناني مصر؟
هناك أعمال مصرية سعدنا برؤيتها من خلال دعم واستضافة الهيئة العامة للترفية عدد كبير من النجوم في الدراما والسينما قدموا أعمالاً مسرحية في الرياض، والتقوا بجمهورهم ، وعلى المستوى الشخصي تجمعني علاقات مميزة مع بعض النجوم والأساتذة المتخصصة بالمسرح، وقريبا سيكون لي شرف حضور مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثون التي ستعقد في ديسمبر، وهنا أنتهز الفرصة لشكر الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان للدعوة الكريمة وللجهود التي يبذلها لخدمة المسرح في العالم العربي، وتظل مصر دائماً رائدة في مجال الثقافة والفنون حيث تعلمنا على أيدي أساتذتها.
- هل يمكن أن يعود خالد الباز إلى العمل الفني ممثلاً أو مخرجاً؟
متى ما وجدت الوقت والفرصة المناسبة ، وهناك بالفعل مسرحية بعنوان “صفحة اولى” للكاتب المبدع أ.علي الخبراني حصلت على جائزة وزارة الثقافة، حيث نعمل على التنسيق لتجهيز وتنفيذ العمل.