ظاهرة الزلازل والحروب هل هى غضب من الله ؟! .. علماء الأزهر : آيات يخيف الله بها عباده

تحقيق : محمد الطوخي
علماء الأزهر : كثرة الحروب والزلازل إنذار من الله للناس لكى يتعظوا ويعودوا إليه
د سالم عبدالجليل: كثرة الحروب والصراعات ربما تكون دليل على قرب قيام الساعة
د احمد الجهينى : الزلازل هى رحمة من الله وفيها حكمة بالغة تدل على ضعف العباد أما قدرة الله
د عبدالغنى سليم : الزلازل ليست غضب من الله بل علامات وآيات يخوف الله بها عباده بسبب كثرة القتل والحروب والظلم
د ابراهيم أمين : فى وقت الصراعات والحروب علينا العمل والجد والاجتهاد والأخذ بأسباب النصر والتمكين
لاشك أن ظاهرة تكرار الزلازل فى الشهور الأخيرة باتت ظاهرة مخيفة للناس وخاصة بعد اعصار الاسكندرية الأخير فى ظل ما نعانيه أيضا من كثرة الصراعات والحروب الدائره فى العالم بات هناك سؤال مهم هل ما يحدث من صراعات وحروب وتكرار لظاهرة الزلازل والاعاصير هل ممكن ان تكون غضب من الله على عباده نظرا لكثرة الدمار والقتل والظلم والفساد.
تواصلت جريدة اليوم مع بعض علماء الأزهر الشريف والأوقاف لمعرفة تحليل وتفسير لتكرار ظاهرة الزلازل وكثرة الحروب والصراعات الدائرة فى العالم.

وفي هذا السياق أكد الدكتور أحمد الجهينى، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن ما يحدث من حركات او ظواهر فى هذا الكون هو من فعل الله عزوجل، ولايجوز لأى انسان ان يقول بأن الزلازل او الأعاصير هى من فعل الطبيعة، مضيفاً بأن هذا غضب من الله أو حتى غضب من الطبيعة هذا خطأ شرعى كبير ولايجوز ذلك، أنما الصحيح يقول هذا فعل الله تبارك وتعالى حتى وإن لم يدرك العبد الحكمة فى فعل الله، ولفعل الله حكمة عظمى علم بها من علم وجهل بها من جهل والعبد الكيس الفطن يتلمس الحكم الظاهرة من أفعال الله جلا وعلا ليزداد الذين آمنوا ايمانا ويقينا وطمأنينة.
الزلازل فيها حكمة بالغة وضعف العباد
وكشف الجهينى، أن الزلازل لله تعالى له فيها حكمة بالغة وضعف العباد وعجزهم وأهلاك الظالمين بذنوبهم وعصيانهم وتخويف المؤمنين وتذكيرهم ليتوبوا وينيبوا إلى ربهم.
وأضاف أستاذ الشريعة بالأزهر، أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: كثرت الزلازل من الآيات التى يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات والحوداث لها أسباب وحكم والزلازل هى حكمة من حكم الله تبارك وتعالى.
واستدل الجهينى، بحديث ذكره ابن أبى الدنيا عن انس بن مالك رضى الله عنه أنه دخل على عائشة رضى الله عنها وأرضاها هو ورجل آخر فقال لها الرجل، يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة، فقالت إذا استباحو الزنا وشربوا الخمر وضربوا بالمعازف غار الله عزوجل فى سمائه فقال الله للأرض تزلزلى بيهم فإن تابو ونزعوا وإلا هدمها عليهم قال يا أم المؤمنين أعذابا لهم قالت بل موعظة ورحمة للمؤمنين ونكالا وعذابا وسخطا على الكافرين، فقال أنس ما سمعت حديثا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أشد فرحا به منى بهذا الحديث.

من جانبه علق فضيلة الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن أي ظاهرة تحدث خللا فى الكون أو يتسبب عنها أضرار لاشك أنها تكون بمثابة إنذار، والسؤال هنا هل هو إنذار فقط للناس لكى يتعظوا ويعلموا أن فوقهم رباً قادرًا سبحانه يمكن أن يغضب أو يسخط أو يعاقب أو أنه انذار بهلاك الحياة وهلاك الدنيا فهذه الزلازل على صغرها تحدث أثرا فكيف بالزلزال الكبير الذى يقول الله عنه فى كتابه الكريم ” إن زلزلة الساعة شيء عظيم “.
الزلازل إنذار من الله للناس ليتعظوا ويعودوا إلى الله
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن الزلازل بالتأكيد إنذار ليتعظ الناس ويفيقوا ويعودا إلى الله تبارك وتعالى وكل ما يحدث فى الكون من أمور تضايق الانسان او تؤلمه أو تحزنه هى رحمة من الله حتى يفكر الإنسان فى الله ويعود إلى رشده وصوابه يقول الله تعالى” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس “.
فساد فى الأرض
وكشف عبدالجليل، أن ظهور أي أمور اضطرابية فى الكون من زلازل او غيره ناتج عن فساد فى الأرض، يحصل سواء كان فساد فردى أو فساد جماعى أو فساد أممى أو شعوب يحدث هذه الظواهر المخيفة والمقلقة حتى وإن كان لها تفسيرات علمية والهدف منها هو تخويف الناس ليعودوا لربهم ويستغفروا وهذا لا يلغى أن تحدث مثل هذه الظواهر فى المجتمعات الفاضلة لأنه لا يخلوا مجتمع من مفاسد أيا كان حجمها أو قدرها.
ربما تكون دليل على قرب قيام الساعة
وأجاب فضيلة الدكتور سالم عبدالجليل، على سؤال هل كثرة الصراعات والحروب التى نشهدها الآن هى دليل على قرب قيام الساعة؟ قال فضيلته الحروب الطاحنة التى نشهدها فى زماننا هذا من الأمور الخطيرة جدا التى تقلق الناس فى العموم وأن كثرة القتل والهرج والحوادث والحروب الغاشمة الظالمة على المستضعفين ونموذج غزه ظاهرا جدا والحروب التى تحدث الآن أيضا هناك خطورة يدركها الخاصة وتنذر بخلل كبير فى الكون ولاشك أن هذه مظاهر تؤكد على كثرة الظلم والفساد فى الكون لأن عدم الإستقرار والطمأنينة فى الأرض يؤكد أن هناك خلل فى العلاقة مع الله تبارك وتعالى.
أوضح وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن كثرة الحروب والصراعات التى تحدث الآن ربما تكون فعلا دليل على قرب قيام الساعة، فكثر الهرج والمرج والحروب وهذا دليل على قرب الساعة، لكن ليس معنى هذا أن الساعة قد تقوم غدا أو بعد غد أو بعد سنة مثلا هذا غير صحيح لأن النبى صلى الله عليه وسلم نفسه من علامات الساعة وقال بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه عليه الصلاة والسلام فلربما تستمر الدنيا لمئات أو آلاف السنين الله أعلم بها وأرجو عدم التركيز على علامات الساعة لأنه من مات منا فقد قامت قيامته وكل واحد منا معرض للموت فى اى لحظة والساعة قريبة من كل واحد منا فلا بجوز أن نربط الاحداث بقيام الساعة.
العمل والسعي حتى آخر لحظة
وعلينا أن نعمل ونجتهد حتى خلال الحروب ان اى وقت لأننا مأمورين بالعمل والسعى والكسب لحد آخر لحظة فى حياتنا لحديث الرسول ” إذا قامت القيامة وفى يدى أحدكم فسيلة واستطاع ألا يقول فليغرسها فليفعل ”

غضب من الله بسبب الظلم
وفي السياق ذاته أكد الدكتور عبد الغنى سليم، من علماء وزارة الأوقاف، أن ظاهرة تكرار الزلازل هى غضب من الله نظرا لما يحدث من ظلم بين وكثرة القتل والصراعات والحروب التى نراها الآن وهناك بعض العلماء يقول بأن تكرار الزلازل هى آيات وعلامات يخوف الله بها عباده حتى يرجعوا ويتوبوا إلى الله والله فى كتابه يقول ” ونخوفهم فما ذادهم إلا طغيانا كبيرا ” فهى آيات من آيات الله تبارك وتعالى.
ظلم الإنسان لنفسه
وكشف سليم، أن كل المصايب التى تحدث فى الكون سببها يرجع الى ظلم الانسان لنفسه وللناس وقد حذرنا النبى صلى الله عليه وسلم من كثرة الذنوب وقال تعالى ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ” فقيل يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال النبى نعم إذا كثر الخبث ، نرى الان كثرة المعاصى والذنوب والبعد عن الله وقال تعالى ” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس “.

الأخذ بأسباب النصر والتمكين
وقال الدكتور إبراهيم أمين، من علماء الأزهر الشريف أنه ليس المهم متى تقوم الساعة المهم بالنسبة لنا الآن فى هذه الأوقات وهى أوقات حروب وصراعات أن أسأل نفسى سؤالا ما الذى أصعنه أنا الآن بين يدى الساعة وخاصة فى وقت البلايا والكوارث. النبى صلى الله عليه وسلم قال ” إذا قامت الساعة وفى يدى أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها ” إذا يأمرنا النبى صلى الله عليه وسلم بالأخذ بأسباب النصر والتمكين والقوة والعزة والعمل وخاصة فى أوقات الحروب لأنك إذا عملت أو غرست ستحصد وستصنع وستكون صاحب قوة.
العمل والاجتهاد
أوضح أمين أننا الآن يكون أن نفهم أحاديث النبى من قرب الساعة هدفها الرئيسى ويجب أن نفهم كلام الله فى هذا الشأن يجب التوبة والرجوع الى الله تبارك وتعالى ثم العمل والعمل والعمل فى اى مجال كل واحد وتخصصه لأن نقف أبدا عن العمل والجد والاجتهاد حتى آخر نفس فى أعمارنا كل فى موقعة يجب عليه العمل والاجتهاد لعل الله أن يكتب لنا النصر والتمكين إنه ولى ذلك والقادر عليه.