📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
الرئيسيةعرب-وعالم

تفشي الحصبة وانهيار الجنود.. جبهات إسرائيل الداخلية تشتعل

في خضمّ الحرب المستعرة في قطاع غزة وتداعيات المواجهة الأخيرة مع إيران، تجد إسرائيل نفسها في مواجهة تهديد داخلي مزدوج لا يقل خطورة عن ساحات القتال: تفشٍ مقلق لمرض الحصبة في عدد من المدن والمستوطنات، وتدهور متسارع في الحالة النفسية لجنودها العائدين من الجبهات.

وبينما تنشغل الدولة العبرية بإدارة صراعاتها الخارجية، يحذر خبراء الصحة من أن جبهتها الداخلية باتت هشّة، مع عودة أمراض طفولية كالحصبة وانهيارات نفسية متزايدة بين صفوف الجنود الشباب.

الحصبة تنتشر في الملاجئ

بحسب تقرير لقناة “N12” الإسرائيلية، شهدت البلاد تسجيل 126 إصابة مؤكدة بمرض الحصبة حتى 26 يونيو 2025، منها 34 حالة نشطة حتى اللحظة.

وشملت الإصابات مدنًا مثل مجدال هعيمق، حريش، عراد، بيت شيمش، صفد، القدس، بني براك، وموديعين عيليت، وهي مناطق تضم غالبًا مجتمعات حريدية تعاني أصلاً من معدلات تطعيم منخفضة.

وجاء تفشي المرض في ذروة حرب إسرائيل مع إيران في يونيو الماضي، حيث اضطر آلاف المستوطنين إلى الاحتماء في ملاجئ مكتظة لفترات طويلة خوفًا من الصواريخ. وهو ما عرقل إمكانية الوصول إلى مراكز التطعيم، وأدى إلى انخفاض كبير في الإقبال على اللقاحات.

تُظهر بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية أن نسبة التطعيم في بعض المراكز انخفضت بمعدل 59% خلال يونيو وحده. ونتيجة لذلك، فشلت السلطات في تنفيذ برامج التطعيم الوقائي، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها ثقافة رفض اللقاحات أو التي كانت تحت ضغط أمني كثيف.

وفي بيان رسمي، دعت الوزارة المواطنين إلى استكمال جرعات التطعيم ضد الحصبة، خاصة من يعيشون في مناطق تم تحديدها كبؤر تفشي، محذّرة من أن استمرار انخفاض معدلات التحصين قد يفتح الباب أمام وباء واسع يصعب احتواؤه لاحقًا.

الجنود: “نكتب وصايانا كل ليلة

في سياق آخر، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير مؤثر نشر الخميس، عن الوضع النفسي المتدهور لجنود الجيش الإسرائيلي، خصوصًا أولئك الذين تم الدفع بهم إلى قطاع غزة بعد أسابيع فقط من إنهائهم المرحلة الثانوية.

تشير الصحيفة إلى أن الجنود، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عامًا، يعانون من اضطرابات نفسية حادة تشمل الأرق، نوبات بكاء، كوابيس متكررة، وشعور دائم بالخوف من الموت.

وتتحدث شهادات بعض الجنود عن حالة من الانهيار العقلي الجماعي داخل الوحدات المقاتلة.

ويقول أحد الجنود من لواء غفعاتي: “الموت أصبح رفيقنا اليومي.. نكتب وصايانا على هواتفنا، ونناقش ليلًا شكل جنازاتنا، ومن سيأتي، وهل ستبكي حبيباتنا السابقات؟”.

ويرى محللون عسكريون أن الجيش الإسرائيلي بات يواجه أزمة طويلة المدى في الجبهة النفسية، لا سيما مع تعمق الحرب في غزة. وعدم وجود مؤشرات حقيقية على قرب نهايتها، في ظل تكتيكات المقاومة التي تبقي الجنود في حالة استنزاف دائم.

ويحذر مختصون في الصحة العامة من أن إسرائيل تواجه خطرًا مزدوجًا: فبينما تنشغل الدولة بإدارة صراعها العسكري، فإنها تخسر السيطرة على الجبهتين الصحية والاجتماعية، حيث بدأت أمراض الطفولة القديمة مثل الحصبة في الظهور مجددًا، بالتوازي مع انهيار نفسي في صفوف الجيش.

ويقول البروفيسور “نوعام زيلبرمان”، أخصائي علم النفس العسكري، في تصريح لـ”هآرتس”: “ما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة للزج بجنود صغار في بيئة قتال شرسة دون تحضير نفسي كافٍ، وفي الوقت نفسه، فإن البنية الاجتماعية تنهار تحت ضغط القلق والخوف والمرض”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights