أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أن بلاده لن تتسامح مع أي محاولات لتعطيل مسار نزع سلاح حزب العمال الكردستاني (PKK)، مشددًا على أن تركيا “لن تعيش طويلاً في دائرة الألم بعد اقتلاع جذور الإرهاب”.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمته في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة، حيث شدد على أن عملية نزع السلاح الجارية يجب أن تستكمل دون عراقيل، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بالتزامن مع دعوة أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، دعا فيها البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة خاصة تشرف على عملية السلام وتفكيك التنظيم المسلح.
وفي رسالة مصورة بثها اليوم، أعلن أوجلان أن “الكفاح المسلح ضد الدولة التركية قد انتهى”، مؤكدًا أن عملية نزع السلاح ستتم بسرعة، داعيًا إلى ضرورة بناء إطار سياسي واضح لضمان نجاح عملية السلام، والانتقال الكامل نحو السياسات الديمقراطية.
وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن في 1 مارس الماضي وقف إطلاق النار مع أنقرة، تجاوبًا مع نداء أوجلان، الذي يقضي حاليًا عقوبة بالسجن المؤبد في تركيا. كما عقد الحزب مؤتمرًا في العراق بين 5 و7 مايو لمناقشة قرار حل الحزب والتخلي عن السلاح.
وفي المقابل، كانت وسائل إعلام تركية قد ذكرت في أبريل الماضي أن أنقرة هددت بشن عملية عسكرية جديدة ضد الحزب في حال رفض التخلي عن السلاح قبل صيف هذا العام.
يُذكر أن الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني يعود إلى عام 1984، وقد تجدد بشكل عنيف منذ 2015، حيث أطلقت أنقرة سلسلة من العمليات العسكرية، أبرزها “غصن الزيتون” و”نبع السلام” في سوريا عامي 2018 و2019، و”عملية المخلب” في العراق عام 2022، رغم اعتراضات حكومتي دمشق وبغداد.
وتؤكد تركيا أن هذه العمليات العسكرية تأتي في إطار الدفاع عن أمنها القومي ضد التهديدات التي تشكلها الميليشيات الكردية المسلحة على حدودها الجنوبية.
