📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

الأزهر يرفض التطبيع الديني: زيارة “الأئمة الأوروبيين” للكيان الصهيوني خيانة للقيم الإسلامية

تقرير: مصطفى على

في موقف حاسم وصريح، أعرب الأزهر الشريف عن استنكاره الشديد واستيائه العميق من زيارة وفد ممن وصفوا أنفسهم بـ”الأئمة الأوروبيين”، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تمّت بقيادة المدعو حسن شلغومي، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل وتوجهاته الموالية للاحتلال.

وقد شملت الزيارة لقاءً مباشرًا مع رئيس الكيان الصهيوني، تحت ذريعة “تعزيز الحوار والتعايش بين الأديان”، في خطوة وصفها الأزهر بأنها محاولة مفضوحة لتجميل وجه الاحتلال وتبرير جرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

زيارة تعكس تجاهلًا صارخًا لمآسي الفلسطينيين

جاء في بيان الأزهر أن هذه الزيارة تمت في توقيت بالغ الحساسية، يتزامن مع استمرار العدوان الصهيوني الوحشي على غزة والضفة الغربية، الذي خلف خلال أكثر من عشرين شهرًا مجازر جماعية وإبادة ممنهجة وقتل مستمر للنساء والأطفال والمسنين، في ظل صمت دولي مخزٍ.
ووصف البيان زيارة ما يسمى بـ”الأئمة الأوروبيين” بأنها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتعبير فاضح عن تبلد الضمائر وانعدام الإنسانية وانفصال هؤلاء عن هموم الأمة الإسلامية وآلامها.

الأزهر: هؤلاء لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين

أكد الأزهر، في بيان شديد اللهجة، أن هؤلاء الذين زاروا الكيان الصهيوني لا يمثلون الإسلام بأي حال من الأحوال، ولا يُعبرون عن الموقف الأصيل لعلماء المسلمين ودعاتهم الحقيقيين.
وجاء في البيان:

“إن مَن يُصِرّ على مخالطة المحتل ومصافحته والتقاط الصور معه، متجاهلًا دماء الأبرياء وآهات الثكالى واليتامى، لا يمتُّ إلى الرسالة النبوية بصلة، وإن صلى وصلّى، وادعى أنه إمام أو داعية.”

وأشار البيان إلى أن مثل هذه الزيارات المأجورة والمخططة مسبقًا تهدف إلى شرعنة الاحتلال وغسل جرائمه بغطاء ديني زائف.

تحذير من الانخداع بمظاهر التدين المضللة

وفي خطوة تُظهر حرص الأزهر على توعية الشعوب الإسلامية في الشرق والغرب، حذر البيان المسلمين من الانخداع بهؤلاء المدعين الذين يتظاهرون بالتدين ويزعمون حمل راية الدعوة الإسلامية، بينما يُمارسون النفاق السياسي والديني لخدمة أجندات مشبوهة.
وشدد الأزهر على أن:

“التاريخ لا يرحم، وسيذكر مثل هذه التصرفات في صفحاته السوداء، حيث يقف الخونة والمتواطئون في جانب العار والخزي، مهما حاولوا التستر برداء الدين أو الحوار.”

كما دعا الأزهر إلى ضرورة التمييز بين الدعوة الحقيقية التي تلتزم بمبادئ العدل والحق ونصرة المظلومين، وبين تلك التي تُستغل لأغراض سياسية ودعائية لصالح المحتل.

الأزهر: لا حوار مع قتلة الأطفال

في ختام بيانه، أعاد الأزهر التأكيد على رفضه التام لأي حوار ديني أو سياسي مع الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن أي دعوة لـ”التعايش والحوار” لا يُمكن أن تتم مع جهة تمارس القتل والتدمير اليومي، وتقيم سياساتها على الاحتلال والتهجير والاستيطان والتمييز العنصري.
وأكد أن التعايش الحقيقي يبدأ من إنهاء الاحتلال ووقف المجازر وردّ الحقوق لأصحابها، وليس من لقاءات دعائية تحت شعارات زائفة تهدف لتبييض جرائم الاحتلال وتلميع صورته أمام العالم.

موقف ثابت لا يتزحزح

هذا البيان يأتي في إطار المواقف التاريخية الثابتة التي يتبناها الأزهر الشريف، بوصفه المرجعية الدينية الأكبر في العالم الإسلامي، والتي ترفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، سواء كان سياسيًا أو دينيًا أو ثقافيًا.
ويُعد هذا الاستنكار امتدادًا لمواقف سابقة عبّر فيها الأزهر عن دعمه المطلق للقضية الفلسطينية، ورفضه الكامل لأي محاولة للنيل من حقوق الفلسطينيين، أو الترويج لرواية المحتل على حساب الحقيقة التاريخية والإنسانية.

صوت الحق لا يُشترى

في زمن اختلطت فيه المواقف وتداخلت فيه المصالح، يظل صوت الأزهر الشريف صادحًا بالحق، ثابتًا على المبادئ، رافضًا كل أشكال التواطؤ مع الباطل، مجددًا تأكيده أن القدس وفلسطين ليستا قضية سياسية فحسب، بل قضية عقدية وإنسانية وأخلاقية لا تقبل المساومة.
أما أولئك الذين يبيعون ضمائرهم تحت لافتة “التعايش”، فإن التاريخ والأمة سيحاسبونهم، ولن يُفلحوا في تشويه الوعي الجمعي للمسلمين الذين يدركون حقيقة الصراع، وحجم التضليل الذي يُمارسه البعض تحت ستار الدين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights