📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

دار الإفتاء تُطلق أول برنامج لتدريب الصحفيين على تغطية القضايا الدينية بمهنية

 

كتب:مصطفى على

في خطوة نوعية تعكس إدراك المؤسسات الدينية لأهمية الإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي، أطلقت دار الإفتاء المصرية صباح اليوم الأحد فعاليات برنامجها التدريبي الأول من نوعه تحت عنوان: “تدريب الصحفيين على تغطية القضايا الدينية والإفتائية”. البرنامج يُقام برعاية كريمة من فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويهدف إلى رفع كفاءة الصحفيين والإعلاميين في التعامل مع الموضوعات ذات الطابع الديني والإفتائي، بما يضمن خطابًا إعلاميًا متزنًا يعكس روح الوسطية، ويُسهم في صدّ موجات التطرف والتأويل المغلوط.

نقيب الصحفيين خالد البلشي: الإعلام والدين شريكان في بناء الوعي.. وبرنامج دار الإفتاء لبنة في طريق الفهم المشترك

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للبرنامج، ثمَّن الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، هذه المبادرة، واصفًا إياها بأنها خطوة استراتيجية تعكس وعيًا مؤسسيًا بأهمية الإعلام في الشأن الديني، كما تعكس تقدير دار الإفتاء لدور الصحافة في تنمية وعي المجتمع.

وقال البلشي إن البرنامج “يجمع بين المهنية الإعلامية والإطار الشرعي، ويعزز من فرص التعاون البنّاء بين المؤسستين الإعلامية والدينية”، مشيرًا إلى أن “ما نحتاج إليه في هذا الوقت تحديدًا هو إعلام يبني ولا يهدم، يحترم الحقيقة ويعرضها بموضوعية، ويستند إلى المصادر الموثوقة”.

وأكد أن تناول القضايا الدينية يحتاج إلى وعي متزن وسياق معرفي دقيق، مضيفًا: “هذا البرنامج يمثل فرصة ذهبية لصياغة فهم مشترك بين الصحفيين، وتعزيز انتمائهم للمنهج الوسطي، بعيدًا عن الفهم السطحي أو الانحراف في الطرح”.

بناء وعي مهني في زمن المعلومات المفتوحة

البلشي أشار إلى التحديات التي يواجهها الإعلام الديني في ظل الانفجار المعلوماتي وتعدد المنصات، مؤكدًا أن ذلك يجعل دور الصحفي المحترف أكثر أهمية، لأنه يوازن بين سرعة النشر ودقة المعلومات.
وأضاف أن حرية الإعلام لا تعني الفوضى، بل هي مسؤولية ورسالة، خاصة حين يتعلق الأمر بالدين، الذي يمس مشاعر الناس ومعتقداتهم.

كما دعا إلى ضرورة الانفتاح على المؤسسات الدينية الموثوقة، مثل دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، بوصفها جهات ضامنة لنقل المعرفة الدينية الصحيحة، محذرًا من الاجتهادات الإعلامية غير المنضبطة التي تفتح الباب أمام الفهم الخاطئ وتغذية التطرف.

تأكيد على دعم النقابة واستمرار الشراكة

وفي ختام كلمته، جدَّد البلشي دعم نقابة الصحفيين الكامل لهذه المبادرة الرائدة، مشيرًا إلى أن النقابة لن تتوانى في دعم أي جهد يُسهم في رفع مستوى المهنية والوعي بين الصحفيين، خاصة في القضايا ذات البُعد الديني، موضحًا أن البرنامج يمثل حجر الأساس لبناء نموذج إعلامي جديد يتسم بالحرية المسؤولة والمهنية الرفيعة.

وأكد نقيب الصحفيين أن هذا النموذج هو ما تحتاجه المجتمعات العربية والإسلامية لمواجهة خطاب الكراهية والتشدد والانغلاق، وأن الطريق لذلك يبدأ من برامج تدريبية متخصصة، مثل برنامج دار الإفتاء، الذي يجمع بين التخصص والدقة والمصداقية.

حضور واسع لكبار العلماء والإعلاميين

شهد حفل افتتاح البرنامج حضورًا رسميًا وفكريًا مميزًا، حيث شارك في الفعاليات عددٌ من الشخصيات البارزة في الشأن الديني والإعلامي، في مقدمتهم:

فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف

فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء

فضيلة الدكتور أسامة الأزهري، عضو المجلس الاستشاري لرئاسة الجمهورية

الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ

الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين

كما حضر عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين المهتمين بالقضايا الدينية والإفتائية، الذين أعربوا عن امتنانهم لهذه الخطوة، وتطلّعهم للاستفادة من محاور التدريب والمشاركة في حوارات فكرية مفتوحة تُسهم في تعميق الفهم.

أهداف البرنامج: صناعة وعي ديني إعلامي رصين

يهدف البرنامج إلى إكساب الصحفيين أدوات فهم دقيقة للخطاب الديني والإفتائي، بما يشمل:

تدريبهم على استخدام المصطلحات الشرعية بدقة

فهم السياقات الفقهية والفتاوى بعيدًا عن التهويل أو التبسيط المخل

التعرّف على منهجية مؤسسات الإفتاء الرسمية

تعزيز الحس المهني في عرض القضايا الدينية

مواجهة التطرف والتأويلات المغلوطة بخطاب إعلامي مسؤول

نحو إعلام ديني مهني ومسؤول

تمثّل هذه المبادرة تحولًا نوعيًا في العلاقة بين المؤسسات الإعلامية والدينية، وترسيخًا لمبدأ الشراكة في بناء وعي مجتمعي مسؤول وفي وقت تتزايد فيه التحديات الثقافية والدينية على الساحة، يأتي هذا البرنامج ليؤكد أن الإعلام ليس مجرد ناقل، بل هو شريك في صياغة الوعي وصناعة الفهم.

فمن خلال تضافر الجهود بين دار الإفتاء المصرية ونقابة الصحفيين، تفتح نافذة جديدة أمام الإعلام الديني المهني، بعيدًا عن الصخب والتأويل، متجهًا نحو خطاب متزن يُسهم في استقرار المجتمع، ويعكس الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي المعتدل.

دعوة لتعميم التجربة

تبقى هذه الخطوة نموذجًا يمكن تعميمه في مختلف دول العالم العربي والإسلامي، حيث الحاجة ماسّة لتأهيل الإعلاميين دينيًا، وتكوين جيل جديد من الصحفيين القادرين على تغطية القضايا الشرعية بحرفية ومعرفة، بما يعزز الثقة بين المواطن ووسائل الإعلام، ويقوّي مناعة المجتمع ضد الانحرافات الفكرية والتشويه الإعلامي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights