هيروشيما وتشيرنوبيل تحت الإشعاع النووي.. لماذا نهضت الأولى وتوقفت الحياة في الثانية؟

كتب- أحمد سالم:
لعل الأسباب المعلنة للحرب الإسرائيلية الإيرانية، سلطت الضوء على الكوارث النووية الناجمة عن تخصيب اليورانيوم وتداعيات استخدامه على هيئة قنابل مدمرة، أو حدوث تسريبات مُشعة بالمناطق المجاورة للمنشآت، نتيجة أخطاء فنية.
كلا الاحتمالين حدثا في مدينة هيروشيما اليابانية ومفاعل تشيرنوبل الأوكرانية، حينما ألقيت أول قنبلة ذرية على الأولى في السادس من أغسطس 1945، بينما شهدت الثانية تسريبًا إشعاعيًا خطيرًا من مفاعلها النووي رقم 4 عام 1986.
ورغم أن النظرة الخارجية للكارثتين تقول إن ما حدث في هيروشيما هو الأسوأ والأكثر مأساوية من تسريب تشيرنوبل، إلا أن كيميائية الإشعاع لعبت دورًا مغايرًا ونهضت الحياة مرة أخرى في المدينة اليابانية، بينما توقفت تمامًا في أوكرانيا.
في هذا التقرير المقدم عبر «اليوم» يبرز مقارنة للكشف عن سر عودة البشر للسكن في هيروشيما وحظر السكن في تشيرنوبل حتى الآن، رغم تعرض المكانين لإشعاع نووي، وذلك كما في التالي:
هيروشيما وتشيرنوبيل
بحسب الإحصاءات التي رصدت فروقات بين حادثتي هيروشيما وتشيرنوبل، فإن حجم الإشعاع النووي يعود إلى اختلاف نوع الانفجار، ومصدر الإشعاع، ومدته الزمنية:
نوع الانفجار:
– في هيروشيما، حدث انفجار قنبلة ذرية لحظيًا انفجرت في الهواء، مما أدى إلى إطلاق إشعاع قوي ولكنه مؤقت، دون أن يخلف تلوثًا نوويًا طويل الأمد في البيئة.
– أما تشيرنوبل، فقد حدث انفجار في مفاعل نووي أدى إلى تسرب مستمر لكمية ضخمة من المواد المشعة، وهذا التسرب استمر لفترة طويلة، وانتقلت المواد المشعة عبر التربة والهواء والمياه، مسببة تلوثًا عميقًا.
مدة التلوث:
– في هيروشيما، تفككت المواد المشعة خلال فترة قصيرة نسبيًا، من أيام إلى أشهر، ما أدى إلى انخفاض مستويات الإشعاع تدريجيًا وبسرعة.
– أما في تشيرنوبل، فتسربت عناصر مشعة أخرى مثل السيزيوم-137 والسترونتيوم-90 المعروفة بعمرها الطويل الذي يتجاوز 30 عامًا وربما يصل عمر مكونات أخرى مُسربة إلى عقود، وهذا ما جعل المنطقة غير آمنة إلى وقتنا هذا.
مستوى السيطرة:
– هيروشيما أُعيد إعمارها خلال بضع سنوات فقط بسبب انخفاض مستويات الإشعاع إلى درجات آمنة نسبيًا.
– أما تشيرنوبل، فقد تم إخلاؤها بالكامل وما زالت منطقة محظورة حتى اليوم نتيجة للتلوث العميق والمستمر في التربة والنظام البيئي المحيط.
يشار إلى أن مفاعل تشيرنوبل هو محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تقع بالقرب من مدينة برابيت الأوكرانية على بعد حوالي 18 كيلومترًا شمال غرب مدينة تشيرنوبل المهجورة حاليًا في مقاطعة كييف.
تصاعد التوتر حول النووي.. مخاوف متزايدة
وأعادت الأذهان لتلك الكارثة، المخاوف المستمرة من تسريبات إشعاعية نتيجة الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية في إيران، والتي انتهت بضربة أمريكية لمنشأة فوردو.
ورغم إعلان وكالة الطاقة الذرية، عدم رصد تسريب إشعاعي في إيران، وشككت تقارير أجنبية في تحقيق الولايات المتحدة أهدافها من الضربة، إلا أن المخاوف مستمرة من تصاعد الصراع مرة أخرى، مما قد يسبب تسريب إشعاعي حال وجود هجوم ناجح على هذه المنشآت.