أضخم 5 قوات بحرية في العالم غيرت مجرى التاريخ
بعضها نهض مجددا وأخرى على وشك الانهيار.. أساطيل حربية قادت العالم بقوة عسكرية خارقة

تمثل الأساطيل الحربية قوة عسكرية عائمة يرتبط نطاق عملها بحجم ونوعية وحداتها البحرية الهجومية وما تملكه من قوة نيرانية تمكنها من تدمير أي قوة معادية في أعالي البحار أو على سواحل الدولة المستهدفة.
مع ظهور الطائرات الحربية التي يمكنها الهبوط والإقلاع على متن السفن الحربية أصبحت قوة الأساطيل الحربية رأس الحربة في الحروب الحديثة بقوة نيرانية جوية تمكنها من الوصول إلى العمق البري للعدو بطائرات وصواريخ هجومية ذات قدرة تدميرية هائلة.
ورغم الاختلاف الكبير بين تسليح الأساطيل الكبرى في المراحل التاريخية المختلفة، إلا أنها جميعا تشترك في ميزة واحدة وهي أنها تمتلك أحدث الأسلحة في عصرها، حسبما ذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، التي أوردت تقرير ترصد فيه أقوى 5 أساطيل حربية في العالم على مر التاريخ، مشيرة إلى أنها كانت عنصرا حاسما في فرض السيطرة البحرية والنفوذ الجيوسياسي وتحقيق التفوق العسكري والاقتصادي على مستوى العالم على امتداد قرون.

بحرية الإمبراطورية الرومانية
تأسست في عام 480 قبل الميلاد، وبرزت كقوة حاسمة خلال معركة “سلاميس” ضد الأسطول الفارسي.
ورغم تفوّق الفرس العددي، نجحت أثينا في حشد 381 سفينة يقودها مجدفون وملاحون ذوو خبرة عالية، ما مكّنها من تحقيق نصر استراتيجي أنهى الطموحات الفارسية في أوروبا.

البحرية الصينية في القرن الـ 15
في عام 1433 تمكن الأدميرال تشنغ خه من تكوين أسطول حربي ضخم يضم 317 سفينة، منها 60 “سفينة كنز” بلغ طول كل منها نحو 120 مترا.
تمكن هذا الأسطول من الوصول إلى شواطئ الجزيرة العربية وسواحل أفريقيا الشرقية، معززا النفوذ الصيني البحري في المحيط الهندي.
ورغم أن رحلاته اتسمت بالطابع السلمي، فإن حجم وقدرات هذا الأسطول مثلت إنجازا تقنيا فريدا، لكنه تم تجميد عمله لاحقا بقرار سياسي يعكس تغير أولويات الدولة.

البحرية الملكية البريطانية في القرن الـ 19
ظهرت مع بداية القرن التاسع عشر عام 1815 وحافظت على قوتها حتى بداية القرن العشرين وتحديدا 1918.
فبعد هزيمة نابليون، فرضت البحرية البريطانية هيمنتها على البحار لعقود، بدعم من شبكة قواعد بحرية منتشرة حول العالم.
وامتلكت البحرية البريطانية في تلك الفترة قوة من السفن الحديدية والبوارج البخارية، وعُرفت بانضباطها واحترافيتها العالية، ومكنت بريطانيا من فرض هيمنتها عالميا بسيطرتها على طرق التجارة العالمية.

البحرية الإمبراطورية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية
بلغت هذه القوة ذروتها خلال الحرب العالمية الثانية، مع امتلاكها 10 حاملات طائرات وطواقم جوية متميزة يقودون مقاتلات “بحرية”.
شنّت البحرية اليابانية ضربات سريعة ومدمرة في المحيط الهادئ، أبرزها هجوم بيرل هاربر ضد الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها سرعان ما فقدت زخمها بفعل محدودية قدراتها الصناعية ونقص الموارد، ما سمح للولايات المتحدة بتجاوزها بسرعة وتدميرها بصورة كاملة مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
البحرية الأمريكية
في نهاية الحرب العالمية الثانية، بلغ حجم الأسطول الأمريكي 6 آلاف و768 سفينة حربية، وشكّل الذراع الطويل في حسم الحرب وهزيمة الأسطول الياباني وتدمير سفنه العملاقة في المحيط الهادئ.
ومع تطور التكنولوجيا، تحوّلت البحرية الأمريكية إلى القوة البحرية الأضخم والأكثر تطورا في العالم، مع حاملات طائرات نووية وقواعد عسكرية موزعة في جميع القارات.

ورغم ما أوردته المجلة من تصنيف لقوة الأساطيل الأضخم على مر التاريخ، وتصنيفها للأسطول الأمريكي كأضخم قوة بحرية عالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أن التطورات الأخيرة التي شهدها العالم بصورة عامة وفي منطقة بحر الصين الجنوبي والبحر الأحمر بصورة خاصة، أظهرت أن موازين القوى البحرية لم تعد كما هي، وأن ظهور تكتيكات هجومية رخيصة وفعالة مثل الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيرة الهجومية ربما تمثل مرحلة فارقة في تاريخ أقوى الأساطيل الحربية في العالم.
التكتيكات الهجومية التي تعتمد على المركبات الجوية والبحرية الروبوتية جعلت اعتماد الأساطيل الحربية على وحدات بحرية ضخمة مثل حاملات الطائرات أقل فاعلية مقارنة بما كان يحدث في السابق.
وتشير إحصائيات موقع “غلوبال فاير بور” الأمريكي إلى أن الأسطول الأمريكي يأتي حاليا في المرتبة رقم 2 عالميا بـ 440 وحدة بحرية بعد الأسطول الصيني الذي يصنف في المرتبة الأولى عالميا بـ 754 وحدة بحرية، بينما تأتي روسيا في المرتبة الـ 3 بـ 419 وحدة بحرية تضم حاملة طائرات وغواصات نووية ووحدات هجومية مختلفة.