أخبارتقارير-و-تحقيقات

خلود سعد تتحدى التقاليد في الخانكة.. أول فتاة تعمل فني صيانة شاشات لـ”اليوم”: “الشغل مش للرجالة بس”

كتبت: دينا محمد

في قلب مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، انطلقت الشابة خلود سعد، البالغة من العمر 27 عامًا، في رحلة مهنية غير مألوفة بالنسبة للفتيات في مجتمعها، لتصبح أول امرأة تعمل في مجال صيانة الشاشات، متجاوزة الحواجز الاجتماعية والصعوبات التقنية التي لطالما اعتُبرت حكرًا على الرجال.

خلود، خريجة كلية السياحة والفنادق، بدأت حياتها المهنية في شركات سياحية، لكن بُعد المسافات وطول التنقلات حال دون استمرارها في هذا المسار، مما دفعها إلى البحث عن فرصة قريبة من شغفها ومحيطها. وكانت نقطة التحول عندما تقدمت لوظيفة صيانة إلى جانب أحد الأشخاص، وتم قبولها. هذه اللحظة كانت بداية لمشوار استمر ثلاث سنوات في المجال، وولّدت لديها رغبة قوية في التخصص والاحتراف، رغم التحذيرات الكثيرة التي تلقتها من المحيطين بها.

واجهت الكثير من الآراء المحبطة

تقول “خلود” في لقاء لـ”اليوم” أنها واجهت الكثير من الآراء المحبطة، حيث أخبرها البعض أن هذا العمل شاق، وخطير أحيانًا، ومخصص فقط للرجال، خاصة في ظل ما يتطلبه من تعامل مع أعطال كهربائية معقدة أو شاشات تالفة، لكن خلود كانت ترى أن العزيمة هي مفتاح الطريق، وأن المرأة قادرة على الإبداع متى أُتيحت لها الفرصة.

تضيف “خلود” أنها بعد مرور خمسة أشهر فقط على إطلاق مشروعها الخاص، تعمل على بناء سمعة قوية ترتكز على جودة العمل والإتقان. وتقول إنها تلقّت دعمًا من بعض الزملاء الذين أظهروا نبلًا واحترامًا لقدراتها، وهو ما زاد من إصرارها. ورغم التحديات، إلا أن إيمانها بالله وثقتها بنفسها كانا سلاحها الدائم.

استهانوا بقدرتي في المهنة 

تحدثت خلود عن أبرز العقبات التي واجهتها، مثل الاستهانة بقدراتها من بعض الأشخاص، ولكنها أثبتت لهم عمليًا أنها تتقن كل صغيرة وكبيرة في المهنة. كذلك، شاركها عدد من المهندسين في تأسيس ورشتها الخاصة، وبدعم الفريق الهندسي، تجاوزت الكثير من الأعطال التي تتطلب مهارة عالية، مثل أعطال البوردة أو البانل الزجاجي للشاشة، والذي يمثل حوالي 90% من قيمة الجهاز، وغالبًا ما تكون به خطوط مكسورة أو بقع بيضاء تتطلب أجهزة ومهارات خاصة للإصلاح.

وتؤمن خلود بأن الخبرة تُصنع بالممارسة، وأن المهنة لا تعرف كبيرًا ولا صغيرًا، بل يتفوق فيها من يتعلم ويجتهد باستمرار، مشيرة إلى أن كل عطل جديد هو فرصة ذهبية للتعلم.

0-0x0-0-0#

في نهاية حديثها، وجهت خلود رسالة ملهمة لكل فتاة وشاب: “لا تخافوا من التحديات، لا تجعلوا أحدًا يحبطكم أو يقلل من شأنكم كثيرون قالوا لي إنني لن أنجح، لكنني كنت مؤمنة بكرم الله، وها هو يدهشني كل يوم و قدمت نصيحة ثمينة لكل فتاة أو شاب، قائلة إنه يجب عليهم ألا يخافوا من التحديات، فلا تجعلوا من أحد سبباً في إحباطكم فقد واجهت كثيرون ممن حاولوا تحطيم عزيمتها ، وأخبروها بأنها لن تنجح لكنها كانت مؤمنة بكرم الله ، الذي أدهشها في النهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights