أخبار

الأزهر يواصل مبادرة مواجهة الإلحاد.. وعمرو شريف ضيف اللقاء العشرين غدا

كتب:مصطفى على

في إطار الجهود المتواصلة التي يقودها الأزهر الشريف لمجابهة المدّ الإلحادي والفكر المنحرف الذي يهدد البنية القيمية للمجتمعات الإسلامية، ينظم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في التاسعة من مساء غدٍ الخميس اللقاء العشرين من فعاليات مبادرته التوعوية والتثقيفية “معًا لمواجهة الإلحاد”.

اللقاء الجديد يُعقد افتراضيًا عبر منصة “تليجرام” تحت عنوان “الوجود الإلهي حقيقة علمية (الجزء الثاني)”، ويستضيف الدكتور عمرو شريف، الكاتب والمفكر وأستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس، أحد أبرز المفكرين المتخصصين في الربط بين العلم والإيمان، والذي أثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات التي تتناول الظواهر الإلحادية من منظور علمي وفلسفي.

مواجهة الإلحاد بالفكر والعلم.. وليس بالتحجيم

تأتي هذه المبادرة ضمن مساعي الأزهر الشريف بجميع قطاعاته، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لمواجهة تحديات العصر الفكرية، والتي في مقدمتها ظاهرة الإلحاد، التي تشهد تناميًا ملحوظًا بين بعض الفئات، لا سيما فئة الشباب، عبر منصات الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويُشرف على اللقاء نخبة من قيادات الأزهر، على رأسهم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بالإضافة إلى متابعة الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لشئون الواعظات، في إطار العمل الجماعي المؤسسي لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

لقاءات علمية أسبوعية.. وفكرٌ وسطيٌ متوازن

يُذكر أن لقاءات مبادرة “معًا لمواجهة الإلحاد” تُعقد بشكل أسبوعي منتظم، وتحظى بمشاركة واسعة من المهتمين، وتندرج ضمن رؤية الأزهر التوعوية التي تستند إلى المنهج الوسطي وتعتمد على التسلح بالعلم والموضوعية، في تفنيد الشبهات وتوضيح الحقائق، بعيدًا عن أساليب التلقين أو الإقصاء.

وتهدف اللقاءات إلى تزويد المشاركين، خاصة الوعاظ والواعظات، بجرعات معرفية منهجية، تشمل مهارات الحوار العقلي، والردود المنطقية على الشبهات الإلحادية، والربط بين النصوص الدينية والمعطيات العلمية المعاصرة، في مواجهة خطابات التشكيك والعدمية التي تروَّج على نطاق واسع في الفضاء الإلكتروني.

تصدي رقمي للشبهات المنظَّمة

يعتمد تنظيم هذه اللقاءات على منصات التواصل الاجتماعي، لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين في مصر وخارجها، في مواجهة حملات إلكترونية ممنهجة تهدف إلى زعزعة الثوابت العقيدية، وإثارة الشكوك حول المفاهيم الدينية، وذلك من خلال قنوات ومواقع إلكترونية مشبوهة تعمل على نشر الإلحاد والانحرافات الفكرية والسلوكية.

ويأتي هذا الحراك ضمن خطة متكاملة وضعها الأزهر لتأهيل الكوادر الدعوية والعلمية القادرة على مواكبة المستجدات المعرفية، والرد على الشبهات بأساليب علمية حديثة، بما يسهم في حماية الأجيال القادمة من الوقوع في براثن الغلو، أو التطرّف، أو الانسلاخ من الدين.

د. عمرو شريف.. بين الجراحة والفكر

يُعد ضيف اللقاء، الدكتور عمرو شريف، من الأسماء البارزة في مجال الفكر الإسلامي المعاصر، إذ يجمع بين التخصص الطبي الدقيق في مجال الجراحة، والخبرة الفلسفية العميقة التي مكنته من تقديم رؤى فكرية تمزج بين المنهج العلمي والطرح الإيماني.

وقد تناول في عدد من كتبه ومحاضراته العلاقة بين العلم والدين، مفندًا الأوهام التي يروّجها الخطاب الإلحادي حول “تصادم العلم مع الإيمان”، ومؤكدًا أن الاكتشافات العلمية الكبرى تدعم ولا تنقض الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

منصة المشاركة ومعلومات الحضور

ودعا مجمع البحوث الإسلامية جميع المهتمين لحضور اللقاء عبر منصة تليجرام على الرابط التالي:
https://t.me/+fDbv6nNQodJlMDJk

ويُتوقع أن يشهد اللقاء تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الرقمي، كما هو معتاد في اللقاءات السابقة، التي تلقى اهتمامًا واسعًا من الشباب، وطلبة العلم، والدعاة، وحتى غير المسلمين المهتمين بقضايا الفكر والإيمان.

الأزهر.. حصن الدفاع عن العقيدة

تُجدد هذه الفعاليات التأكيد على أن الأزهر الشريف، بعلمه، وعلمائه، ومؤسساته، لا يزال يُمثل درع الأمة الروحي في الدفاع عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، والتصدي للفكر الإلحادي والتغريبي، ضمن استراتيجية واعية تجمع بين العقل والنقل، وتستند إلى تاريخ عريق من الاعتدال والتجديد والتنوير.

وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة طويلة من الجهود العلمية والدعوية والتثقيفية التي ينتهجها الأزهر منذ قرون، ليبقى منارة الإسلام وقلبه النابض بالحكمة والتسامح والحوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights