الرئيسيةعرب-وعالم

اتفاق سوري-إسرائيلي برعاية أمريكية يوقف القتال في السويداء

تقرير: سمر صفي الدين

أعلنت الرئاسة السورية، السبت، وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد. في خطوة مفصلية جاءت في أعقاب تصاعد خطير للأحداث في محافظة السويداء جنوب سوريا بين فصائل درزية وعشائر وقبائل بدوية.

وجاء الإعلان تزامنًا مع دخول بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء حيز التنفيذ، وسط رعاية أمريكية ودعم إقليمي.

وقالت وزارة الداخلية السورية إن “قوات الأمن الداخلي قد بدأت بالفعل في الانتشار داخل السويداء”. مؤكدة أن الدولة ستسخر “كامل طاقاتها” لإعادة الاستقرار وحماية المدنيين.

بدأت قوات الأمن الداخلي السوري بالانتشار في محيط محافظة السويداء، تمهيدا لدخول المدينة بهدف تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان النظام العام وحماية المواطنين وممتلكاتهم، وفقا لوكالة الأنباء السورية

 قوات الأمن الداخلي السوري تبدأ بالانتشار في محيط محافظة السويداء، تمهيدا لدخول المدينة بهدف تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان النظام العام وحماية المواطنين وممتلكاتهم، وفقا لوكالة الأنباء السورية

اتفاق برعاية أمريكية ودعم إقليمي

المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أعلن أن الاتفاق تم التوصل إليه “بتوافق سوري-إسرائيلي”. بمباركة من كل من الولايات المتحدة، وتركيا، والأردن، ودول الجوار.

وأشار باراك إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، اتفقا على التهدئة. مضيفًا: “ندعو الدروز والبدو والسنة لإلقاء السلاح والمساهمة في بناء هوية سورية موحدة”.

وتضمنت بنود الاتفاق:

  • عودة مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية إلى السويداء.
  • دمج عناصر الفصائل المحلية ضمن وزارتي الدفاع والداخلية وتكليفهم بحفظ الأمن.
  • تسليم السلاح الثقيل والمتوسط من جميع الأطراف.
  • ضمان مشاركة الدروز في مستقبل سوريا السياسي.
  • خروج آمن لمن يرفض الاتفاق إلى خارج البلاد.
  • محاسبة جميع من ارتكبوا انتهاكات من الطرفين وفق القانون.
  • ضمان عودة المهجرين وإطلاق سراح المحتجزين من أبناء العشائر.

الشرع: تدخلات خارجية فاقمت الأزمة

في خطاب بثته الرئاسة السورية، اعتبر الشرع أن ما شهدته السويداء “انحدار خطير كاد يخرج عن السيطرة”، لولا تدخل الدولة السورية.

وأكد أن التصعيد جاء نتيجة “فراغ أمني أعقب خروج الدولة من بعض المناطق”. ما أتاح لمجموعات محلية شن هجمات انتقامية ضد البدو، تبعها تدخل عشائري واسع النطاق.

وقال الشرع إن الدولة “حرصت على دعم السويداء بعد تحرير سوريا. ولكن بعض الأطراف أساءت لدورها الوطني”، محذرًا من “الاستقواء بالخارج وتحويل السويداء إلى أداة في صراعات إقليمية ودولية”.

وأثنى الشرع على الوساطة الأمريكية، وقال: “نشكر واشنطن على موقفها الداعم، كما نرحب بمواقف روسيا والصين والاتحاد الأوروبي الرافضة للعدوان الإسرائيلي”.

وأضاف أن الدولة السورية “ملتزمة بحماية كافة المكونات السورية”. مشددًا على أن “السويداء والدروز مكون أصيل لا يمكن اختزاله أو إقصاؤه”، واعتبر أن المرحلة تتطلب “وحدة الصف وتغليب صوت الحكمة والعقل على منطق الفتنة”.

العشائر تعلن الالتزام بالتهدئة

بالتوازي مع خطاب الشرع، أصدرت عشائر تجمع الجنوب بيانًا أكدت فيه وقفًا فوريًا وشاملًا للعمليات القتالية، حرصًا على “حقن الدماء وتفادي الفتنة”.

وطالبت بالإفراج عن جميع المحتجزين وتأمين عودة النازحين، وفتح قنوات حوار دائمة لضمان عدم تكرار ما حدث.

وجاء في البيان: “لم نكن دعاة قتال، لكن القتال فرض علينا دفاعًا عن النفس والكرامة، ونحن اليوم نمد أيدينا للحل السلمي بشروط العدل والكرامة”.

إسرائيل تهاجم الخطاب السوري

في أول رد فعل إسرائيلي، وصف وزير الخارجية جدعون ساعر خطاب الشرع بأنه “تبرير للجماعات الجهادية” وتنصل من مسؤولية حماية الأقلية الدرزية.

وقال ساعر في تغريدة: “يجب أن يربط المجتمع الدولي أي انخراط مع النظام السوري بضمان حقوق الأقليات وسلامتهم”. مشددًا على أن “الشرع فشل في الاعتراف بمعاناة الدروز وجرائم الميليشيات المتطرفة بحقهم”.

جدعون ساعر
جدعون ساعر

خسائر بشرية ثقيلة

في حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة السورية، بلغت الخسائر البشرية في السويداء 260 قتيلًا. وأكثر من 1,698 جريحًا، بينهم 425 حالة حرجة.

وأكدت الوزارة أن المستشفيات لا تزال في حالة استنفار كامل لمعالجة المصابين. مشيرة إلى أن معظم الضحايا من المدنيين.

ورغم سريان وقف إطلاق النار، لا تزال بعض الاشتباكات المتفرقة تسجل في أطراف السويداء. وسط تحديات كبيرة أمام تنفيذ الاتفاق على الأرض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights