تقارير-و-تحقيقات

انسحاب الوفد الأمريكي من الدوحة.. هل انهارت مفاوضات غزة؟

ملف الأسرى نقطة خلاف رئيسية.. مناورات تكتيكية في مفاوضات غزة

انسحب الوفد الأمريكي المشارك في محادثات التهدئة بالدوحة بشكل مفاجئ، أمس الخميس، بعد تقييم الرد الذي قدمته حركة حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، ما فتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول مستقبل المفاوضات واحتمال انهيارها.

وأفادت مصادر أمريكية بأن البيت الأبيض سحب وفده دون إعلان مسبق، معتبرًا أن رد حماس لم يعكس جدية كافية، بحسب تصريحات لمبعوث الإدارة الأمريكية.

وتركّز رد الحركة على العودة إلى آلية تبادل الأسرى القديمة، ورفض دور “مؤسسة غزة الإنسانية”، والمطالبة بفتح معبر رفح في الاتجاهين وتعديل خرائط الانتشار الإسرائيلي.

في المقابل، رفضت الحكومة الإسرائيلية هذه المطالب ووصفتها بـ”التعجيزية”، في حين أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “لن تقبل بشروط حماس”. وغادر الوفد الإسرائيلي العاصمة القطرية عائدًا إلى تل أبيب للتشاور.

وفي تحليله للموقف، قال الخبير المصري سمير غطاس، في تصريحات صحفية، إن واشنطن تمارس ضغطًا تكتيكيًا على حماس، مشيرًا إلى أن المفاوضات لم تنهَر رسميًا لكنها “متوقفة فعليًا”، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع.

من جهتها، نفت حركة حماس ما جاء في التصريحات الأمريكية، مؤكدة حرصها على مواصلة التفاوض، ووصفت الموقف الأمريكي بأنه “سلبي ومستغرب”.

وقد أبدى الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة ترحيبًا برد حماس، واعتبروه إيجابيًا، مع الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تمتد لـ60 يومًا.

لكن ملف الأسرى لا يزال يشكّل نقطة خلاف رئيسية، إذ تطالب حماس بالإفراج عن أسرى شاركوا في هجوم 7 أكتوبر، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة.

وتباينت التصريحات الإسرائيلية حول دلالة الانسحاب الأمريكي، إذ رأت بعض الجهات أنه لا يعني فشل المفاوضات، فيما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد إلى اتفاق شامل ينهي الحـرب ويستعيد الأسرى ويوصل المساعدات، مع الإصرار على إنهاء حكم حماس في غزة.

وبين اتهامات حماس لواشنطن بالانحياز، ورفض تل أبيب لأي تنازلات، تبدو آفاق الحل أكثر تعقيدًا، في ظل انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي من الدوحة، دون وضوح في المسار التفاوضي المقبل.

ويعاني سكان قطاع غزة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.

وتقول تقارير إن بعض العائلات باتت تقتات على الأعشاب ومياه البحر، وسط غياب شبه كامل للمساعدات الإنسانية منذ أشهر.

وكانت وكالة “أونروا” قد أعلنت أن لديها آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات العالقة عند المعابر منذ أن منعت السلطات الإسرائيلية دخولها في مارس الماضي، وجددت دعوتها لرفع الحصار فورًا والسماح بإدخال المساعدات المنقذة للحياة، محذرة من أن موظفيها وسكان غـ.زة يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، حتى 22 يوليو الجاري، تسببت الحرب على غزة في مقتل أكثر من 59 ألف فلسطيني إضافة إلى نحو 143 ألف مصاب، حسب بيانات وزارة الصحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights