تقارير-و-تحقيقات

مجلس حكماء المسلمين: مصر درع القضية الفلسطينية وركنها الثابت

تقرير:مصطفى علي

في موقف يؤكد على عمق العلاقات القومية والإنسانية التي تربط مصر بالقضية الفلسطينية، أصدر مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بيانًا رسميًا أعرب فيه عن تقديره العميق للدور التاريخي والمحوري الذي تقوم به جمهورية مصر العربية، قيادةً وشعبًا، في نصرة القضية الفلسطينية، مستنكرًا في الوقت ذاته حملات التشكيك الممنهجة والاتهامات غير المبررة التي تُحاك ضد هذا الدور الراسخ.

بيان رسمي يرفض التشكيك ويدعم الثبات

وجاء في البيان، الذي صدر اليوم عن المجلس، أن مصر لم تتوانَ يومًا عن أداء واجبها تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن دعمها لم يكن يومًا موسمياً أو ظرفياً، بل هو امتداد لتاريخ طويل من المواقف الثابتة، التي اتسمت بالشجاعة والاتزان والمسؤولية القومية.

وأضاف البيان أن المواقف المصرية في دعم حقوق الفلسطينيين لا تقتصر على التصريحات، بل تمتد إلى مسارات متعددة تشمل الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني، خاصةً في الظروف الكارثية التي يمر بها أهالي قطاع غزة، الذين كانوا ولا يزالون في قلب التحرك المصري.

دعم دبلوماسي وإنساني في مواجهة التحديات

سلّط المجلس الضوء على ما تبذله مصر من جهود متواصلة على الأرض، سواء في مجال إغاثة المدنيين في غزة، أو تأمين الممرات الآمنة للمساعدات، أو تحريك المفاوضات في أروقة الدبلوماسية الدولية، وهو ما يمثل بحسب البيان ترجمة عملية لالتزام مصر العروبي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية.

ولفت البيان إلى أن مصر، وفي أحلك الأوقات، لم تغلق أبوابها أمام جرحى ومرضى غزة، ولم تتوقف عن إرسال القوافل الطبية والغذائية، في وقت صمت فيه كثيرون أو تخلّفوا عن الواجب.

المصالحة الفلسطينية.. ملف لا تغلقه القاهرة

وأكد مجلس حكماء المسلمين في بيانه أن مساعي مصر لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية لم تتوقف، رغم التعقيدات الداخلية والخارجية، وأن القاهرة ظلت الراعية الأمينة والوسيط النزيه الذي يحرص على وحدة الصف الفلسطيني، بعيدًا عن التجاذبات الحزبية أو الحسابات الضيقة.

وشدد المجلس على أن مصر كانت وستبقى داعماً رئيسيًا للنضال الفلسطيني، وأنها لم تتراجع يومًا عن المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، باعتبار ذلك حقًا شرعيًا لا يقبل المساومة.

دعوة للدول العربية والمجتمع الدولي: دعم لا يعرف التردد

وفي سياق متصل، عبّر المجلس عن تقديره لجهود الدول العربية التي تواصل دعم فلسطين وقضيتها العادلة، داعيًا جميع الأطراف العربية إلى مزيد من التكاتف والتنسيق المشترك من أجل حماية الحقوق الفلسطينية من محاولات التصفية والطمس.

كما وجّه المجلس دعوة إلى المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، وذلك بمساندة الجهود العربية والمصرية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويعيد الاستقرار إلى المنطقة بأسرها.

شيخ الأزهر.. صوت الحق في زمن الصمت

ويُعد موقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، امتدادًا لمواقفه الواضحة والمبدئية تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان دومًا في طليعة المدافعين عنها في المحافل الدولية، من منابر الأمم المتحدة إلى مؤتمرات الحوار الديني والإنساني.

وقد حمل شيخ الأزهر راية الدفاع عن القدس الشريف والمسجد الأقصى، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أن قضية فلسطين هي قضية الإسلام والإنسانية، وليست شأنًا سياسيًا عابرًا، وأن السكوت عن المظالم الواقعة على الشعب الفلسطيني هو خيانة للضمير الإنساني والديني.

المجلس.. منصة للحكمة وصوت للمبادئ

ويُذكر أن مجلس حكماء المسلمين هو هيئة دولية مستقلة، تهدف إلى تعزيز السلم والتسامح ونبذ العنف باسم الدين، ويضم في عضويته نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

وقد دأب المجلس على تبني مواقف مبدئية من القضايا الإنسانية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث يعتبرها قضية عدالة دولية، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، يجب أن تتضافر الجهود لإنهائه.

مصر والقضية.. تحالف التاريخ والضمير

يمثل هذا البيان الصادر عن مجلس حكماء المسلمين تجديدًا للثقة العربية والإسلامية في دور مصر الريادي تجاه القضية الفلسطينية، ودحضًا لما يُثار من افتراءات تهدف إلى النيل من ثوابت الموقف المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights