“كيفك إنت؟”… لما الأم غنّت لابنها بدل الحبيب!

كتب_جوهر الجمل
عندما تسمع “كيفك إنت؟”، ربما تتخيل امرأة تخاطب حبيبها الراحل، لكن الحقيقة أن هذه الأغنية التي تغنيها فيروز، لم تكن مجرد حنين لحبيب بل عتاب أم لابنها!.
نعم، هذه الكلمات التي رسخت في وجدان ملايين العرب، كتبها زياد الرحباني مستلهمًا لحظة شخصية جدًا في حياته، بعد أن ترك لبنان فجأة وتزوج دون أن يبلغ والدته فيروز، وعندما عاد، باغتته والدته بسؤال عابر لكنه محمّل بكل مشاعر العتاب:
“كيفك إنت؟ عم بيقولوا صار عندك ولاد؟”، ومن هنا بدأت القصة.
لكن القصة لم تنته عند كتابة الكلمات، بل بدأت رحلة استمرت 4 سنوات حتى وافقت فيروز على غناء الأغنية، لم تكن مقتنعة أن هذه الكلمات يمكن أن تُغنى، لكن زياد على طريقته الهادئة، سلّمها شريطًا بصوته وقال: “اسمعيها… بس اسمعيها وأنا موجود”.
فيروز جلست، استمعت، صمتت، ثم سألت: “شو بدنا نعمل فيها؟”، ومع الوقت، بدأت تتقبّل أن الأغنية رغم خصوصيتها، تتحدث بلغة أمومة يمكن أن يسمعها كل العالم، ويظن أنها قصة حب!.
لم تكن فيروز تغني لحبيب غائب بل لابنها، شريكها في الموسيقى، المختلف في كل شيء وحتى في طريقة الحب.
الجدير بالذكر أن الأغنية صدرت رسميًا عام 1991، لكنها كُتبت قبلها بسنوات، ولم تكن مجرد عمل فني بل رسالة مغلفة بالعتاب النبيل والحنين الأمومي.