كتب: هادي القليوبي
في مشهد لا تُخطئه الذاكرة، أفزع صراخ شاب سكان منشأة البكاري في مساء يوم 15 مايو، حين سقط كريم، شاب ثلاثيني ، أرضًا غارقًا في دمائه أمام منزله، بعدما اعتدى عليه ثلاثة بلطجية بأسلحة بيضاء، في هجوم غادر لم يكن له أي مبرر سوى “كلمة حق” قالها في موقف سابق.
لحظة ارتكاب الواقعة عندما تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بلاغًا من الأهالي، يفيد بتعرض شاب للاعتداء من قبل ثلاثة أشخاص باستخدام مطاوي وسواطير،وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية إلى مكان الحادث، حيث تم نقل المجني عليه ويدعى “كريم” إلى المستشفى، وهو مصاب بجروح خطيرة في الرأس والذراعين والصدر واليدين، نُقل إثرها إلى غرفة الطوارئ في حالة حرجة.
“مش عايز فلوس.. عايز حقي”
بهذه الكلمات بدأ كريم، حديثه لـ«اليوم»، بعينين مليئتين بالألم، وإرادة لا تنكسر، وقال: “الناس دي مش غُرب، دول جيراني، وكنت طول عمري بحاول أحل وأصالح بينهم، بس طلعوا ناويين الشر.”
يروي كريم تفاصيل الحادث قائلاً: “في مشكلة حصلت بينهم وبين خالهم، أمهم طلبتني أساعد، وفعلاً نزلت وحليت الموضوع لكن أولادها أسلوبهم سيئ، حتى مع خالهم، وشتموني. بعدها قابلت أبوهم وقلتله كلام محترم، لكن الظاهر ماعجبهمش.”
ويتابع: “وأنا راجع من شغلي بالليل، لقيتهم التلاتة مستنيني قدام باب البيت، معاهم مطاوي وسواطير. ضربوني بدون رحمة. ماعرفتش أعمل حاجة، الدم نزل من كل حتة في جسمي، وكل اللي شفته وجوه غدر.”
غدر.. ثم محاولة تصالح فاشلة
رغم بشاعة الجريمة، لم يكتفِ المعتدون بما فعلوا، بل فرّوا هاربين بعد الواقعة. وعقب خروج كريم من المستشفى، بدأت محاولات “الصلح والعوض”، لكن الرد كان واضحًا من المجني عليه: “مش هقبل غير بحقي القانوني.. عايز حقي وحق أولادي، حقي وحق أبويا اللي شافني في الحالة دي.”
يؤكد كريم أن الاعتداء تسبب له بأضرار جسيمة، ليس فقط بدنيًا، بل نفسيًا وماديًا أيضًا، قائلًا: “أنا اتدمرت.. في شغلي وفي بيتي، لكن حقي مش هضيعه، حتى لو حاولوا يعوضوني بفلوس الدنيا كلها.”
النيابة تحقق.. والعدالة تنتظر
تم تحرير محضر رسمي بالواقعة تحت رقم 22659 لسنة 2024، وتباشر النيابة العامة التحقيقات، تمهيدًا لضبط المتهمين وتقديمهم للعدالة.
ورغم الجراح، لا يزال كريم مصرًّا على موقفه، رافعًا صوته بالحق: “مش عايز تعويض.. أنا عايز حقي بالقانون.”
