أمين الفتوى: الصلاة بالفانلة أو البنطلون جائزة بشرط ستر العورة

كتب:مصطفى على
في ردٍ فقيهٍ على تساؤل أثار اهتمام كثير من المصلين، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ستر العورة هو أحد الشروط الأساسية لصحة الصلاة، ولا تُقبل الصلاة بدون تحقق هذا الشرط، سواء أُديت في مسجد أو في المنزل.
وأكد شلبي، خلال لقائه مع الإعلامي مهند السادات، في برنامج “فتاوى الناس” المُذاع على قناة “الناس”، أن عورة الرجل في الصلاة تمتد من السرة إلى الركبة، مضيفًا:
“إذا قام المسلم بتغطية هذه المنطقة بلباس لا يشف ولا يصف، فإن صلاته تكون صحيحة بإجماع العلماء”.
هذا الرد جاء على سؤال من أحد المشاهدين، السيد إبراهيم الجرف، حول مدى صحة الصلاة في المنزل مرتديًا “الفانلة الداخلية” فقط.
الفقهاء يُجمعون على صحة الصلاة.. لكن الحنابلة يُفضلون ستر الكتفين
أشار أمين الفتوى إلى أن الفقه الإسلامي يحرص على ستر العورة بشكل واضح وصريح، وهو الأساس الذي تُبنى عليه صحة الصلاة لكنه لفت النظر أيضًا إلى رأي الحنابلة الذين يستحبون ستر الكتفين أثناء الصلاة، معتبرين ذلك من كمال الهيبة والوقوف بين يدي الله.
قال شلبي:
“سواء كان اللباس بنطلونًا، أو فانلة داخلية، أو أي قطعة قماش، ما دامت تستر العورة سترًا تامًا وغير شفاف، فالصلاة صحيحة شرعًا”،
مضيفًا أن الأمر لا يرتبط بمسمى الثوب، بل بقدرة اللباس على تحقيق شرط الستر الكامل للعورة المنصوص عليها شرعًا.
“خذوا زينتكم عند كل مسجد”.. دعوة قرآنية للتزين بين يدي الله
وفي إطار توجيه سلوكي وروحي، دعا الدكتور شلبي المسلمين إلى الحرص على تخصيص ثوب نظيف ومناسب للصلاة، يعبّر عن تعظيم الشعائر والتهيؤ للقرب من الله، مستشهدًا بقوله تعالى:
“يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد”
مؤكدًا أن الزينة في الصلاة لا تعني الترف أو التكلّف، بل الاحترام والمهابة للموقف العظيم الذي يقف فيه العبد بين يدي خالقه.
وأضاف:
“الخشوع ليس في اللباس فقط، لكنه يبدأ من الجوارح والنية، غير أن حسن الهيئة يعين القلب على الخشوع ويعكس تعظيمًا للوقوف بين يدي الله”.
ستر ما فوق السرة وتحت الركبة.. من باب الاحتياط لا الفرض
لفت شلبي إلى أن بعض العلماء يستحبون أن يوسع المسلم من حدود ستر العورة، بحيث تشمل ما فوق السرة وما تحت الركبة بقليل، احتياطًا من انكشاف ما يجب ستره أثناء الركوع والسجود.
وقال موضحًا:
“هذه الزيادة ليست من باب الوجوب، لكنها من باب الاحتياط والتعظيم للموقف”،
معتبرًا أن التحرز من أي انكشاف أثناء حركة الصلاة هو أدب راقٍ يُستحب للمسلم أن يحرص عليه، خصوصًا إذا كان يُصلي أمام الناس أو في مكان عام.
أكد أمين الفتوى أن الصلاة تكون صحيحة بإذن الله متى تحققت شروطها، وعلى رأسها ستر العورة والطهارة واستقبال القبلة، مشددًا في الوقت ذاته على أن الأفضل أن يظهر المسلم في أجمل هيئة أثناء الصلاة، سواء كان في المسجد أو البيت.
قال شلبي:
“الصلاة صحيحة إن شاء الله إذا تحققت الشروط، لكن الأدب مع الله يستدعي أن نستتر بأكمل هيئة ممكنة، ونُظهر الاحترام الكامل للعبادة”.
وختم حديثه بدعوة للمسلمين جميعًا أن يُعظموا لحظة الصلاة باعتبارها لحظة لقاء بين العبد وربه، وأن يُربوا أبناءهم على هذا السلوك النقي، مضيفًا أن الهيئة الخارجية تؤثر في حضور القلب، وهي مفتاح الخشوع والسكينة في الصلاة.