الرئيسيةتقارير-و-تحقيقاتعرب-وعالم

رابع انتحار إسرائيلي في يوليو.. الجيش الذي “لا يقهر” يواجه أزمة اضطرابات عقلية

تقرير: سمر صفي الدين

شهدت إسرائيل حادثة صادمة جديدة بانتحار الجندي الاحتياط أرييل مائير تامان. الذي عثر عليه ميتًا داخل منزله في جنوب فلسطين المحتلة، لتكون هذه رابع حالة انتحار في صفوف الجيش خلال شهر يوليو وحده.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن تامان خدم في وحدة تحديد هوية القتلى التابعة للحاخامية العسكرية. وهي من أكثر المهام التي تسبب صدمات نفسية حادة نتيجة التعامل المباشر مع جثث وأشلاء الجنود الذين سقطوا في غزة.

وأكدت القناة 12 العبرية أن: “في يوليو فقط، انتحر أربعة جنود، ومنذ بداية الحرب. لوحظ ارتفاع مقلق في محاولات الانتحار مقارنة بالسنوات السابقة، والاتجاه يزداد سوءًا”.

وتكشف هذه الحوادث المتكررة عن أزمة نفسية خطيرة تتجاوز ميدان القتال إلى داخل العقول والنفوس. ما يجعل الحرب الحالية حرب استنزاف نفسي بقدر ما هي مواجهة عسكرية.

يديعوت أحرونوت: 100 ألف جندي معاق بحلول 2028 نصفهم يعاني اضطرابات عقلية

يديعوت أحرونوت: 100 ألف جندي معاق بحلول 2028 نصفهم يعاني اضطرابات عقلية

اعترافات إسرائيل عن الأزمة

صحيفة يديعوت أحرونوت نشرت تقريرًا موسعًا كشفت فيه عن أزمة صحية ونفسية غير مسبوقة داخل الجيش الإسرائيلي:

  • وزارة الجيش تتوقع أن يصل عدد المعاقين من الجنود والضباط بحلول 2028 إلى 100 ألف شخص، نصفهم تقريبًا يعانون من مشاكل عقلية مزمنة.
  • أكثر من 10,000 جندي تلقوا علاجًا نفسيًا منذ بداية الحرب، بينهم 3,769 مصابًا باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، و1,600 حالة جديدة في عام 2024 وحده.
  • نحو 9,000 جندي يعانون من القلق والاكتئاب وأعراض ما بعد الصدمة، معظمهم من الجنود المقاتلين.
  • هناك 18,500 جندي جريح يتلقون العلاج حاليًا، وهو ما يعادل فرقتين عسكريتين كاملتين خرجتا من الخدمة الفعلية.
  • أكثر من 12 ألف جندي فقدوا قدرتهم على الاستمرار في وحداتهم القتالية وغادروا سوق العمل، ما أثر سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلي.
  • كما اعترفت الصحيفة بأن الجيش يفرض رقابة عسكرية صارمة لإخفاء الخسائر الحقيقية. حيث أعلن رسميًا عن إصابة 6,145 جنديًا فقط، بينما الأعداد الحقيقية تتجاوز 18,500 إصابة منذ بدء الحرب في غزة.

نتنياهو يزور الجنود المصابين جراء العدوان على غزة

نتنياهو يزور الجنود المصابين جراء العدوان على غزة

حرب غزة تفتك بالجنود نفسيًا

يرى الباحث رامي أبو زبيدة أن انتحار تامان ليس حادثًا فرديًا بل انعكاس مباشر لانهيار داخلي خطير: “الجيش الإسرائيلي يواجه استنزافًا داخليًا غير مسبوق. تصاعد الانتحار في صفوفه يعكس تآكل المعنويات والروح القتالية، خصوصًا بين وحدات النخبة التي واجهت معارك معقدة كقتال الأنفاق”.

وأضاف أبو زبيدة، في تقريره الذي نشر على صفحته الرسمية عبر “تيلجرام”، أن غزة تحولت إلى كابوس دائم لآلاف الجنود: مشاهد الموت والجثث. خاصة في وحدات الطب الشرعي، تسببت في موجة اضطرابات ما بعد الصدمة.

الإحباط من غياب إنجاز حقيقي في الحرب، سواء على مستوى تحرير الأسرى أو القضاء على المقاومة. أدى إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب واليأس.

“نحن أمام ظاهرة نفسية خطيرة تهدد جاهزية الجيش على المدى البعيد. إذ أن كل جندي ينتحر أو يخرج من الخدمة لأسباب نفسية هو خسارة مباشرة للمؤسسة العسكرية”، وفق الباحث.

اقرأ أيضًا:: تفشي الحصبة وانهيار الجنود.. جبهات إسرائيل الداخلية تشتعل

الأثر المجتمعي والسياسي

ووفقًا للباحث زبيدة؛ انتحار الجنود لم يعد مجرد شأن داخلي بل أزمة رأي عام داخل إسرائيل:

  • عائلات الجنود تعيش في قلق دائم من عودة أبنائها بأمراض نفسية، وليس فقط من احتمال مقتلهم في الجبهات.
  • تتزايد الضغوط على الحكومة لإعادة النظر في إدارة الحرب أو وقفها، خصوصًا مع تكرار الحوادث التي تكشف هشاشة الوضع النفسي داخل الجيش.
  • تآكل صورة “الجيش الذي لا يُقهر” يعمّق فجوة الثقة بين المؤسسة العسكرية والجمهور الإسرائيلي.
  • هناك ضغوط متزايدة على القيادة السياسية لإعادة النظر في إدارة الحرب أو وقفها، في ظل اتساع التكلفة البشرية والمعنوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights