الجيزة خارج نطاق الخدمة.. انقطاع الكهرباء والمياه والإنترنت يشل الحياة

تقرير – آيــة زكـي
تشهد محافظة الجيزة واحدة من أشد أزماتها الخدمية خلال السنوات الأخيرة، بعد أن ضربت عدة مناطق حالة من الشلل التام نتيجة انقطاع متزامن للكهرباء والمياه وخدمات الإنترنت، وسط موجة من الغضب الشعبي المتصاعد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتوقف عدد من الخدمات الحيوية.
وبحسب تصريحات المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، فإن بداية الأزمة تعود إلى عطل مفاجئ في محطة محولات جزيرة الذهب، ما تسبب في خروجها عن الخدمة بالكامل، وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، أبرزها: الهرم، فيصل، وساقية مكي. وأدى ذلك بدوره إلى توقف خدمات الإنترنت، فضلًا عن تراجع ضخ المياه لاعتماد المحطات على الكهرباء في تشغيل مواتير الدفع.
عطل فني معقد وخط احتياطي غائب
أكدت مصادر مطلعة بمحافظة الجيزة، أن الأزمة ناتجة عن تلف في الكابل الرئيسي بمحطة جزيرة الذهب، مشيرين إلى أن غياب أي خطوط بديلة لتحميل الأحمال دفع الفنيين إلى فصل التيار الكهربائي عن المحطة بالكامل لإجراء عمليات إصلاح دقيقة، قد تستغرق من 24 إلى 48 ساعة.
وأوضحت المصادر لـ”اليوم” أن رئيس شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء يتابع أعمال الإصلاح ميدانيًا، في حين يراقب وزير الكهرباء تطورات الموقف لحظة بلحظة، مؤكدًا أن تلف الكابلات وغياب البنية التحتية البديلة يعوقان التسريع في إعادة الخدمة.
انهيار المرافق وتعطل الحياة
أدى انقطاع الكهرباء إلى توقف تام في خدمات الإنترنت داخل العديد من الأحياء، مما أثر سلبًا على الآلاف من الأسر، كما تسبب توقف محطات الضخ في انقطاع مياه الشرب بعدد من المناطق، مما فاقم من الأزمة، خاصة مع الضغط المتزايد على الخطوط الساخنة ومراكز الشكاوى، وصعوبة تواصل المواطنين مع شركات الكهرباء والمياه.
المحطة لا تزال خارج الخدمة جزئيًا
كشفت مصادر مطلعة أن فرق الطوارئ تواصل جهودها المكثفة لإعادة محطة محولات جزيرة الدهب إلى كامل طاقتها، بعد أن شهدت في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين فصلًا مفاجئًا للكابلين (1 و2) فنون / جزيرة الدهب بجهد 66 كيلو فولت.
وأوضحت المصادر أنه تم الدفع بـ60 مولدًا متنقلًا لتأمين التغذية الكهربائية للمرافق الحيوية والاستراتيجية الواقعة في نطاق المحطة، حيث نجحت الفرق الفنية في إعادة توصيل الكابل 1، فيما تتواصل حاليًا أعمال إعادة توصيل الكابل 2.
وفي سياق متصل، ينتظر الانتهاء مساء اليوم من أعمال مد وتوصيل مصدر تغذية إضافي لمحطة المحولات التي تغذي المنطقة، وهي الإجراءات التي جرى تنفيذها على مدار اليومين الماضيين بهدف تفادي تكرار الأزمة مستقبلًا، وضمان استقرار الخدمة بشكل دائم.
ولكن رغم هذه التحركات، تصاعد الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف مواطنون المشهد بـ”المهزلة الخدمية”، موجهين انتقادات حادة لغياب خطط الطوارئ، وتهالك البنية التحتية في واحدة من أكبر المحافظات كثافة سكانية.