الرئيسيةتقارير-و-تحقيقات

مفتي الهند: الاعتراف بفلسطين خطوة مباركة نحو العدالة والكرامة

 

تقرير:مصطفى على

في بيان رسمي يحمل دلالات عميقة في توقيته ومضمونه، رحّب الشيخ أبو بكر أحمد، مفتي جمهورية الهند، بقرار عدد من الدول الكبرى التوجه نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة.
وأشاد المفتي بهذه الخطوة التاريخية التي وصفها بـ”النبيلة” و”المباركة”، معتبرًا إياها نقلة نوعية في طريق العدالة والكرامة لشعب عانى لعقود من الاحتلال والتنكيل والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية.

فرنسا وبريطانيا وكندا.. اعتراف يحمل بشرى الخير لشعب مظلوم

في رسالته التي حملت عنوان “رسالة ترحيب وثناء”، أشار مفتي الهند إلى أن إعلان كلٍّ من المملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية، وكندا نيتهم الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، يمثل بشرى خير للشعب الفلسطيني الذي “نُكِّل به طويلًا، وظُلم كثيرًا، وعانى الويلات في سبيل نيل حريته وكرامته”.
وأعرب عن بالغ سروره لهذا القرار الذي جاء، حسب تعبيره، في توقيت حرج من تاريخ الأمة، ما يعكس ـ على حد وصفه ـ يقظة الضمير الإنساني وانتصارًا للقيم العادلة والحقوق الإنسانية الأصيلة.

موقف إنساني عابر للحدود: ترحيب من قلب الهند

من قلب القارة الهندية، ومن رحاب دار الإفتاء الهندية، عبّر الشيخ أبو بكر عن الترحيب الحار بهذا “الموقف الشريف”، معتبرًا أن الاعتراف بفلسطين هو تتويجٌ لنضال شعب صابر ومكافح، وتأكيد على أن العدالة لا تموت وإن طال ليلها.
وقال المفتي:

“نشدّ على أيدي من وقف إلى جانب الحق الفلسطيني، ونؤكد أن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة هو خطوة مباركة في طريق العدالة، وبداية لمسار السلام الحقيقي الذي ينشده كل الأحرار في العالم”.

دعوة للعالم الإسلامي والإنساني: قفوا مع فلسطين

وفي سياق دعوته إلى التحرك الدولي الجماعي، ناشد مفتي الهند جميع دول العالم الإسلامي، بل والضمير الإنساني العالمي، إلى أن تحذو حذو تلك الدول الشجاعة، وأن تتوقف عن الاكتفاء بالتنديد، وتتجه نحو خطوات عملية لإنهاء المأساة الفلسطينية المتواصلة منذ أكثر من سبعة عقود.
ودعا إلى إيقاف آلة القتل والعدوان التي تستهدف الأبرياء في غزة وسائر الأراضي المحتلة، مؤكدًا أن الحل لا يكون إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني.

رجاءٌ إلى السماء: دعاء للفرج والنصر والأمن

وختم المفتي رسالته بالدعاء قائلاً:

“نسأل الله أن يتمّ لهذا القرار تمامه، وأن يكتب لشعب فلسطين فرجه ونصره، وللعالم أجمع أمنه وسلامه. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين”.

تأتي تصريحات مفتي الهند بالتزامن مع تصاعد الزخم الدولي نحو إعادة النظر في الموقف من القضية الفلسطينية، خصوصًا بعد الجرائم الإنسانية التي شهدها قطاع غزة في السنوات الأخيرة، والتي دفعت العديد من الدول الغربية إلى إعادة تقييم مواقفها تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
وبينما لا يزال الاعتراف الكامل بدولة فلسطين محلّ جدل في بعض الأوساط السياسية الدولية، فإن هذا الموقف من الهند ـ بما تمثله من ثقل ديني وسكاني عالمي ـ يشكل دعمًا معنويًا كبيرًا للقضية الفلسطينية ويمنحها بعدًا إنسانيًا وأخلاقيًا تتجاوز فيه الحسابات الجيوسياسية البحتة.

الشيخ أبو بكر أحمد، الذي يُعد أحد أبرز العلماء المسلمين في القارة الهندية، لطالما عُرف بمواقفه الثابتة في نصرة القضايا الإسلامية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويُنظر إليه كصوت قوي يمثل وجدان المسلمين في الهند، والتي تضم أكثر من 200 مليون مسلم، ما يجعل دعمه للقضية الفلسطينية ذا دلالة رمزية وأخلاقية كبيرة.

حين تستيقظ الضمائر وتتحرك الإرادات

في زمن عزّ فيه الإنصاف، تبرز مثل هذه التصريحات الدينية ذات البعد الإنساني كـ”صدى للضمير العالمي” في وجه الظلم المتراكم على كاهل الشعب الفلسطيني.
وإذا كان الاعتراف الرسمي بفلسطين يمثل بداية طريق طويل نحو السلام والكرامة، فإن مواقف مثل موقف مفتي الهند تضيف إلى هذا المسار شرعية أخلاقية وروحية قد تكون أكثر تأثيرًا من قرارات السياسيين وحدهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights