تايلاند في رحاب الأزهر: تعاون علمي جديد وبصمة طلابية متميزة

كتب: مصطفى على
استقبلت سعادة السفير “ثاناوات في سيريكول”، سفير مملكة تايلاند لدى جمهورية مصر العربية، وحرمه السيدة “فاسانا سيريكول”، على رأس وفد رفيع المستوى ضم أعضاء من السفارة وممثلين عن الجالية التايلاندية وطلاب تايلانديين يدرسون بالأزهر.
الزيارة التي جاءت برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودعم فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، تعكس حرص الأزهر على توطيد الروابط الثقافية والعلمية مع الدول الصديقة، وترسيخ رسالته العالمية في نشر العلم والاعتدال والسلام.
استقبال حافل وجولة علمية داخل الكلية
وكان في استقبال الوفد الزائر الدكتور أحمد رمضان صوفي، عميد كلية العلوم، الذي رحب بالسفير وحرمه والوفد المرافق، مؤكدًا أن كلية العلوم تعد إحدى منارات العلم في جامعة الأزهر، حيث خرّجت عبر تاريخها الطويل عددًا كبيرًا من الطلاب الوافدين الذين أصبحوا رموزًا علمية في بلادهم، لاسيما من دول جنوب شرق آسيا.
اصطحب عميد الكلية الوفد التايلاندي في جولة موسعة داخل أروقة الكلية، استعرض خلالها تاريخها العريق، وأبرز محطاتها العلمية والبحثية، مشيرًا إلى أن الكلية كانت من أوائل الكليات التي حصلت على اعتماد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وهو ما يعكس التزامها بمعايير الجودة والتميز الأكاديمي.
متحف الحيوان: شاهد علمي يدهش الزوار
وخلال الجولة، حظي متحف الحيوان التابع للكلية باهتمام خاص من السفير وحرمه، حيث أبديا إعجابهما الشديد بالتنوع الكبير الذي يحتويه المتحف من عينات محنطة نادرة، وتصنيفات علمية دقيقة للكائنات الحية، ما يعكس المستوى العلمي المتقدم للكلية، ليس فقط في التعليم، بل في العرض المتحفي والتوثيق العلمي أيضًا.
وأكد السفير أن هذا الإرث العلمي المهم يُعد أحد تجليات التقدم البحثي في جامعة الأزهر، كما أعرب عن أمله في تعزيز أوجه التعاون المتحفي والتوثيقي بين الجامعات التايلاندية وكلية العلوم بالأزهر.
الأزهر ورعاية الطلاب الوافدين: منهج وسطي ورسالة عالمية
وأشار عميد الكلية، خلال حديثه مع السفير، إلى أن الطلاب التايلانديين يحظون باهتمام خاص من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الذي يولي رعاية كبيرة للطلاب الوافدين عمومًا، انطلاقًا من إيمان الأزهر برسالته العالمية ومنهجه الوسطي المعتدل، حيث يعود هؤلاء الطلاب إلى بلادهم سفراء للسلام والتعايش.
كما استعرض البرامج الأكاديمية المتنوعة التي تقدمها الكلية لتناسب احتياجات الطلاب من مختلف الجنسيات، لاسيما البرامج الحديثة في مجالات الكيمياء الحيوية والطاقة المتجددة وعلوم البيئة والفيزياء التطبيقية.
احتفال ملكي بطابع طلابي في حرم الأزهر
تزامنت زيارة السفير التايلاندي مع احتفال السفارة الملكية التايلاندية بالقاهرة بذكرى ميلاد جلالة الملك “ماها فاجيرالونجكورن”، حيث نظّمت السفارة بالتعاون مع الجالية التايلاندية وجمعية الطلاب التايلانديين تحت الرعاية الملكية، عددًا من الأنشطة التطوعية داخل الحرم الجامعي، شملت تزيين مدخل قاعة المؤتمرات وممرات كلية العلوم.
وقد عبّر السفير عن اعتزازه بهذه الفعاليات التي أظهرت انتماء الطلاب التايلانديين لجامعة الأزهر، ومدى اندماجهم الإيجابي في بيئتهم التعليمية، مشيدًا بدور الأزهر في رعاية هؤلاء الطلاب علميًا ودينيًا وثقافيًا.
ملفات التعاون الأكاديمي: الطاقة والبحث العلمي في الصدارة
وفي جلسة نقاش موسّعة عُقدت على هامش الزيارة، ناقش سعادة السفير مع عميد الكلية آفاق التعاون الأكاديمي والبحثي بين جامعة الأزهر والجامعات التايلاندية، خاصة في المجالات العلمية المتقدمة، مثل الطاقة، والكيمياء الحيوية، والفيزياء النووية.
وأكد الطرفان حرصهما على تعزيز التبادل الطلابي والبحثي، وتنسيق مشاريع علمية مشتركة، تُسهم في نقل المعرفة، وتطوير الخبرات الأكاديمية بين الجانبين، بما يخدم رؤية التنمية المستدامة في كلا البلدين.
صور تذكارية.. ورسائل دبلوماسية تحمل الأمل
واختُتمت الزيارة بالتقاط صور تذكارية جمعت السفير وحرمه والوفد التايلاندي مع قيادات الكلية وعدد من الطلاب، وسط أجواء ودية تسودها مشاعر التقدير المتبادل.
وأكد الجانبان في ختام اللقاء أهمية استمرار هذه الزيارات والتواصل العلمي، بوصفها جسرًا مهمًا يعمّق التفاهم بين الشعوب، ويعزّز من مكانة الأزهر كمنارة عالمية للعلم والدين، تجمع بين الأصالة والانفتاح.