تحالف دولي بقيادة الأردن لإغاثة غزة عبر الجو.. خمس إنزالات ومساعدات عاجلة

أعلنت القوات المسلحة الأردنية، اليوم السبت، عن تنفيذ خمس عمليات إنزال جوي لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية إلى قطاع غزة، في إطار تنسيق دولي واسع النطاق يهدف إلى التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” أن عمليات الإنزال حملت ما مجموعه 36 طنًا من المساعدات، ونفذت بالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، في وقت تستمر فيه المعاناة الإنسانية في غزة جراء الحصار والحرب المستمرة.
وشاركت في العمليات خمس طائرات، اثنتان منها تابعتان لسلاح الجو الملكي الأردني، إضافة إلى طائرة فرنسية، وأخرى إماراتية، وطائرة ألمانية، ما يعكس مستوى التنسيق والتكامل بين هذه الدول في دعم جهود الإغاثة الدولية.
ورافق الطائرات عدد من أعضاء لجنة التوجيه الوطني والإعلام في مجلس النواب الأردني، في زيارة ميدانية للاطلاع على حجم الجهود الإنسانية التي تبذلها القوات المسلحة الأردنية لضمان وصول المساعدات بكفاءة إلى المدنيين في القطاع.
وتأتي هذه العمليات بعد أشهر من إغلاق إسرائيل لكافة معابر قطاع غزة منذ 2 مارس الماضي، ما أدى إلى تدهور إنساني غير مسبوق وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة، في وقت زادت فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لفك الحصار والسماح بوصول المساعدات.
ورداً على هذه الضغوط، أعلن الجيش الإسرائيلي قبل أيام تعليق عملياته العسكرية يوميًا من الساعة 10 صباحًا وحتى 8 مساءً في ثلاث مناطق بقطاع غزة – المواصي، دير البلح، ومدينة غزة – لـ”أغراض إنسانية”، ولفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات سواء عبر البر أو الإنزال الجوي.
في السياق ذاته، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موقف حكومته، مطالبًا الأمم المتحدة بوقف تحميل إسرائيل مسؤولية الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدًا أن تل أبيب فتحت “ممرات آمنة” لإيصال المساعدات.
وتشهد المعابر مؤخرًا نشاطًا محدودًا، حيث تتواصل منذ ستة أيام عملية دخول شاحنات الإغاثة من معبر رفح إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لإدخالها إلى غزة.
على صعيد سياسي، تتواصل محاولات الوساطة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية. ويتضمن المقترح المطروح هدنة تمتد لـ60 يومًا، تشمل وقف القتال، وإجراء تبادل جزئي للأسرى، تمهيدًا لمفاوضات حول وقف دائم للحرب.
لكن الجولة الأخيرة من المحادثات تعثرت، وفقًا لما أعلنه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في 24 يوليو الماضي، متهمًا حركة حماس بعدم إظهار جدية في التوصل لاتفاق، وهو ما دفع واشنطن إلى سحب وفدها من مفاوضات الدوحة للتشاور.
واستأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس الماضي بعد توقف دام قرابة شهرين، حيث كان من المفترض أن يتم تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير، أو التقدم نحو المرحلة الثانية منه، لكن استمرار الخلافات بين الجانبين حال دون ذلك.