الرئيسيةعرب-وعالم

حكومة نتنياهو تهتز.. رسالة جنرالات وعريضة فنانين تطالب بتدخل ترامب

تقرير: سمر صفي الدين

تزايدت الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء حرب غزة، مع اتساع رقعة المعارضة لتشمل أصواتا أمنية وثقافية بارزة.

فقد وجه أكثر من 600 مسؤول أمني سابق، بينهم رؤساء للموساد والشاباك وقادة عسكريون. رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالبونه فيها بالتدخل والضغط على نتنياهو لوقف العمليات العسكرية وإبرام صفقة لإعادة الأسرى.

في الوقت نفسه، وقع نحو ألف فنان وكاتب وموسيقي عريضة بعنوان “أوقفوا الرعب في غزة”. دعت لوقف فوري لإطلاق النار واحترام القيم الإنسانية.

هذا الحراك المزدوج يعكس غضبا مجتمعيا متناميا وانقساما داخليا عميقا حول استمرار الحرب وكلفتها البشرية والسياسية.

تمير باردو، المدير السابق للموساد

تمير باردو، المدير السابق للموساد

قادة سابقون يطلبون تدخل ترامب

رئيس الموساد الأسبق تامير باردو، ورئيس الشاباك الأسبق عامي أيالون، ونائب رئيس الأركان الأسبق ماتان فيلنائي. كانوا في طليعة الموقعين على الرسالة التي حصلت صحيفة “جيروزاليم بوست” على نسخة منها قبل غيرها.

هؤلاء القادة يمثلون مجموعة “قادة من أجل أمن إسرائيل” (CIS) التي تضم أكثر من 600 شخصية بارزة من الجيش، وجهازي الموساد والشاباك، والشرطة، والسلك الدبلوماسي.

وجاء في الرسالة: “أوقفوا حرب غزة! لقد فعلتم ذلك في لبنان، وحان الوقت للقيام بذلك في غزة أيضا. حان الوقت لإعادة جميع الرهائن ووقف المعاناة. وتشكيل تحالف دولي يساعد السلطة الفلسطينية (بعد إصلاحها) على تقديم بديل لغزة بدلا من حماس وأيديولوجيتها العنيفة”.

وأكد القادة أن إسرائيل حققت بالفعل هدفين عسكريين رئيسيين: تفكيك البنية العسكرية لحماس وإنهاء قدرتها على الحكم، مشيرين إلى أن الهدف الثالث، وهو إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، لا يمكن تحقيقه إلا عبر صفقة تفاوضية.

أزمة شرعية وضغوط دولية

الرسالة كشفت أيضا عن إدراك متزايد داخل المؤسسة الأمنية السابقة لتراجع شرعية إسرائيل على المستوى الدولي. خاصة بعد الانتقادات العلنية الأخيرة من ترامب نفسه ضد تل أبيب بسبب تسببها في المجاعة في غزة.

وأشارت المجموعة إلى أن “الخبرة الأمنية الطويلة لأعضائها تؤكد أن حماس لم تعد تمثل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، وأن قدراتها المتبقية يمكن احتواؤها لاحقا”. داعية الحكومة لقبول العرض الذي تطرحه حماس منذ بداية الحرب: إنهاء العمليات مقابل الإفراج عن جميع الأسرى.

لكن نتنياهو يرفض بشدة منح أي موطئ قدم للسلطة الفلسطينية في غزة أو تقديم عرض يعتبره خصومه في اليمين “استسلاما لحماس”. رغم أن قادة المعارضة عرضوا دعمه مؤقتا إذا أبرم مثل هذه الصفقة.

عصيان ثقافي ضد الحرب

تزامنا مع تحرك القادة الأمنيين، برزت جبهة جديدة من المثقفين والفنانين الإسرائيليين. نحو ألف موسيقي وكاتب وممثل وقعوا عريضة تحت عنوان “أوقفوا الرعب في غزة”. دعت لوقف فوري لإطلاق النار وإعادة جميع الأسرى و”استعادة القيم الإنسانية في اتخاذ القرارات وتنفيذ الأوامر”.

وجاء في العريضة: “على عكس قيمنا وإرادتنا، نجد أنفسنا متواطئين في الأفعال المروعة التي تنفذها حكومتنا في غزة: قتل الأطفال والمدنيين، وسياسات التجويع، والتهجير الجماعي، والتدمير العبثي لمدن بأكملها”. داعية الجنود إلى رفض تنفيذ “الأوامر غير القانونية” وعدم ارتكاب “جرائم حرب”.

من بين الموقعين أسماء بارزة مثل المغنيين حافا ألبرشتاين وجيدي جوف، وفنان الجاز أفشاي كوهين، والكاتبين دافيد غروسمان وإتغار كيرت، وكاتب المسرحيات يهوشواع سوبول، والممثلة حنا لازلو، والمحرك دافيد بولونسكي، ومصمم الرقص أوهاد نهارين.

مجاعة وقتلى بعشرات الآلاف

منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بارتكاب جريمة تجويع ممنهجة بحق سكان غزة.

وفي 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والطبية، مما تسبب بتفاقم الأزمة إلى حد إعلان وزارة الصحة في غزة عن وفاة 175 فلسطينيا، بينهم 93 طفلا، بسبب الجوع.

الحرب الدامية أسفرت حتى الآن عن أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، وتهجير مئات الآلاف وسط دمار واسع ومجاعة تضرب القطاع المحاصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights