عملاق المحلة الكبرى يستعيد بريقه.. شركة مصر للغزل والنسيج على طريق الريادة من جديد

كتب: عماد نصير
تعد شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، شركة حكومية مصرية تابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، وواحدة من قلاع صناعة المنسوجات وأقدمها على مستوى العالم، حيث يعود إنشائها إلى عام 1927م، واستمر الإنشاء قرابة ثلاث سنوات حيث كانت باكورة الإنتاج لعملاق الصناعة في عام 1930م.
تضم الشركة التي أنشئت في مايو 1927م، على يد رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب، تحت مسمى شركة مصر حلوان للغزل والنسيج، قرابة 15 ألف عامل ما بين مهندسين وعمال غزل ونسيج وأنشطة أخرى كالحلج والخدمات المعاونة الأخرى، كما تبلغ مساحتها حوالي 1000 فدان، أي ما يقارب 4.2 مليون متر مربع، مقسمة بين مقرات الشركة بمصانعها ومنشآتها المتعددة، والمنشآت الاجتماعية والمدن العمالية بخدماتها المتنوعة كالمدارس والمساجد والملاعب الرياضية وغيرها.
أكبر مصنع غزل
بين جنبات شركة مصر للغزل والنسيج عملاقا اقتصاديا فريداً، حيث يزين خارطة منشآتها أكبر مصنع غزل في العالم، والذي بُني على مساحة 62.5 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تجاوز 30 طن غزل في اليوم الواحد، إضافة إلى مصانع النسيج والتحضيرات والصباغة: بمساحة إجمالية 101.9 ألف متر مربع.
مؤخراً بدأت وزارة قطاع الأعمال في متابعة واستكمال مراحل تنفيذ مصانع الغزل والنسيج الجديدة، والتي من شأنها إحياء تاريخ الشركة العريق والذي كان يجوب العالم بسمعته الطيبة ومنتجاته الرائدة والمنافسة، ولا يتوقف الأمر على إحلال المنشآت والمعدات القديمة بأخرى حديثة فقط، بل إنشاء مصانع إضافية وإدخال تخصصات وآليات حديثة من شأنها إضافة مزيد من التنافسية.
تطوير وإعداد للمنافسة
رصدت الحكومة متمثلة في وزارة قطاع الأعمال نحو 1.5 مليار جنيه، للبدء في العمل على بث الروح من جديد في منظومة الإنتاج بمختلف المجالات والأعمال التي تقوم عليها الشركة، ومن الواضح أن هناك خطة طموحة شملت مختلف القطاعات، حيث أن أعمال التطوير لم تتوقف على قطاع إنتاج دون آخر أو أهملت البنية التحتية لحساب المباني والتجهيزات الميكانيكية.
مصنع غزل 1
يأتي مصنع غزل 1 في تصنيفه على رأس قمة هرم صناعة الغزل في العالم، ويعود ذلك لاعتبارات عدة من بينها المساحة والطاقة الإنتاجية وغيرها من العوامل التنافسية الأخرى.
يتكون غزل 1 من أربعة تخصصات ذات صلة، الجزء الأول منها يتعلق بإنتاج ما يعرف بالغزل الرفيع، والذي يدخل في الصناعات التصديرية ذات الجودة العالية، أما التخصص الثاني فهو لإعادة تصنيع “هوالك” النسيج وغيره، ويأتي التخصص الثالث لما يسمى بـ”التطبيق والزوي” وأخير هناك نشاط ما يسمى بالتعامل مع الوبر الناتج عن أعمال الغزل والنسيج كنوع من أنواع الإعداد النهائي للسوق، وإجمالا فإن المصنع يقع على مساحة 62 ألف متر ويضم نحو 183 ألف مردن و376 ماكينة، ويستهدف معالجة وإنتاج 39 طن من الخيوط الرفيعة يومياً، ليحقق ذلك الرؤية العامة لإنتاج 188 ألف طن من الغزول، و198 مليون متر من النسيج، و15 ألف طن من الوبريات، فضلاً عن 50 مليون قطعة ملابس، وبالتالي زيادة عائد الصادرات ليبلغ 2.5 مليار دولار سنوياً.
إنشاء مصانع جديدة
تعتمد خطة الدولة الرامية إلى تطوير شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى على إنشاء عدد من المصانع المتكاملة لتصنيع الغزل والنسيج، بما في ذلك مجمع الصباغة والتجهيز، ومصنع الغزل، ومصنع النسيج، ومصنع تحضيرات النسيج، ومصنع التفصيل، ومصنع ما يعرف بـ”البرم”، كما تشمل الخطة على تطوير شامل للمباني، تصل في مجموعها إلى 65 مبنى، ما بين ترميم وتنفيذ وذلك في مختلف قطاعات الشركة.
تطوير البنية التحتية
يتم تحديث البنية التحتية للشركة لتلبية احتياجات الإنتاج والتطوير، وبما يحقق عنصر الحداثة وتوفير فرص التنافسية في مختلف القطاعات، فالأمر لا يتوقف على تحديث عجلة الإنتاج بمنأى عن كافة القطاعات الخدمية الأخرى وفي القلب منها البنى التحتية.
الطاقة الإنتاجية
وفق آخر تحديثات يصل إجمالي عدد الماكينات التي انضمت حديثاً إلى أسطول عملاق النسيج حوالي 572 ماكينة، من بينها 144 ماكينة نسيج تعمل بنظام دفع الهواء، بالإضافة إلى 48 ماكينة نسيج دفع هواء أيضاً، عدا عن عدد 192 ماكينة “رابير اتيما دوبي” وعدد 92 ماكينة “رابير اتيما جاكار” والمتخصصة في إنتاج بعض أنواع الوبريات والمفارش، فضلاً عن 96 ماكينة نسيج وبرة ”فوط وبشاكير” أضيفت إلى مقومات الإنتاج بالشركة.
حجم الصناعة في مصر
تسهم صناعة الغزل والنسيج في مصر بعوائد متزايدة، بلغت في العام الماضي قرابة 1.012 مليار دولار، وهذا الرقم مرشح للزيادة بنهاية العام العالي نظرا لاعتبارات عدة من بينها تطوير عملاق المحلة الكبرى.
وهناك تنافسية عالمية للحصول على المنتجات المصرية من الأقطان، ويأتي على رأس المنافسين عدة دول من بينها تركيا التي تصدرت قائمة المستوردين للمنتجات النسيجية المصرية بقيمة بلغت نحو 34% من إجمالي صادرات القطاع، وعائد 343 مليون دولار، لتكون بذلك ضمن التكتل الذي يستحوذ على ثلثي الإنتاج المصري كله، والمتمثل في عدة دول منها تركيا والجزائر وإيطاليا والصين والهند، حيث تجاوزت قيمة الصادرات 62.5% من إجمالي عوائد تصدير المنسوجات.