كتبت خلود سعودي
قصة ملهمة تعلمك الصبر والكفاح، هكذا هي قصة الحاجة أمينة صاحبة ال 100 عام، ولدت بقرية العباسة الكبرى التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، رغم إعاقتها البصرية منذ ميلادها إلا أنها لم تستسلم للظروف وجعلت القرآن الكريم نورا لبصرها.
حفظت القرآن الكريم كاملا في سن ال 20، وبدأت تحفظ أطفال قريتها والقرى المجاورة القرآن، حتى علمت آلاف الأطباء والمعلمين، بالرغم من أنها لم تتعلم داخل المدارس ولكنها تعلمت في “الكتاب” كل شئ.
تبدأ الحاجة أمينة يومها بصلاة الفجر ومن ثم قراءة جزءا كاملا من القرآن، وتقضى معظم وقتها في ذكر الله والصلاة، تجلس مع أحد أقاربها لأنها لم تتزوج، رفضت الزواج في شبابها لكي تتفرغ لحفظ القرآن وتعليمه مؤكدة أنها رسالة حتمية وواجب ديني.
وقالت الحاجة أمينة لليوم” الحمد لله إني كنت سبب في تحفيظ القرآن الكريم لعدد كبير من أطفال وشباب القرية، ودي رسالتي في الحياة وأتمنى إن ربنا سبحانه وتعالي يكتب لي أداء مناسك الحج قبل مماتي، وأن يعطيني الصحة ويجعلني سبب لمساعدة الغير”.
وأضافت” أنا أتولدت كفيفة وحفظت القرآن عن طريق السمع، وكنت بحفظ بسرعة كل آية أو سورة أسمعها بحفظها على الفور، بشكر الشيخ الذي حفظني القرآن وأدعوا له بالرحمة والمغفرة”.
إجماع كبير بين أهالي قرية العباسة والقرى المجاورة على حب الحاجة أمينة لما قدمته لهم، مطالبين بضرورة تكريمها من وزارة الأوقاف تقديرا لمجهوداتها مع حفظة القرآن الكريم وتعليم القيم والمبادئ المجتمعية لدى شباب المستقبل.
