أجرت الجامعة الوطنية الأسترالية دراسة حديثة خلصت نتائجها إلى احتمالية حدوث كارثة بيئية، بعد أن أوشك الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية على الانهيار.
وأفادت الدراسة أنه في حال حدوث الانهيار المرتقب، سيرتفع مستوى سطح البحر لأكثر من ثلاثة أمتار، الأمر الذي ينذر بغرق مدن ساحلية كبرى حول العالم، منها مدن بريطانية مثل هال، سكيجنيس، ميدلزبره، ونيوبورت، كما ستتأثر مناطق واسعة في هولندا، إضافة إلى البندقية الإيطالية، مونبلييه الفرنسية، وغدانسك البولندية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة نيريلي أبرام، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن التغيرات السريعة التي نشهدها بالفعل في جليد أنتاركتيكا ومحيطاتها ونظمها البيئية مرشحة للتفاقم مع كل زيادة طفيفة في درجة حرارة الكوكب، مضيفة أن تراجع الجليد البحري يجعل الرفوف الجليدية العائمة أكثر عرضة للتفكك بفعل الأمواج، ويزيد في الوقت ذاته من امتصاص حرارة الشمس، مما يعجّل بتفاقم الاحترار في المنطقة.
من جهة أخرى، قال البروفيسور ماثيو إنجلاند، المشارك في إعداد الدراسة، إن طيور البطريق الإمبراطورية مهددة بالبقاء في حال انهيار الجليد البحري، نظرًا لاعتماد صغارها على بيئة ثابتة من الجليد البحري لحين اكتمال نمو ريشها العازل للماء، مشيرًا إلى أن بعض المستعمرات شهدت بالفعل تكرار إخفاقات في التكاثر خلال السنوات العشر الماضية.
ووفقًا للدراسة، من المقرر أن يترتب على ارتفاع مستوى سطح البحر غرق الساحل الشرقي لإنجلترا بالكامل ليشمل مدنًا داخلية مثل بيتربورو ولينكولن، إضافة إلى مناطق واسعة من لندن على طول نهر التايمز، وعلى الساحل الغربي، ستغرق أجزاء من ويستون سوبر ماري، نيوبورت، كارديف، ساوثبورت وبلاكبول. أما في أوروبا، فقد تختفي السواحل الممتدة من كاليه حتى جنوب الدنمارك، بينما ستواجه ولايات أمريكية ساحلية عديدة تهديدات مماثلة.
وأكد الباحثون أن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هو السبيل الوحيد لتفادي تلك الكارثة وتداعياتها، وللحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية قدر الإمكان، داعين الحكومات والمؤسسات والمجتمعات إلى إدماج هذه المخاطر في خططها المستقبلية لمواجهة آثار تغير المناخ.
