الرئيسيةعرب-وعالم

سفير كييف بالقاهرة: استقلال أوكرانيا استعادة للعدالة التاريخية

تحيي أوكرانيا الذكرى الرابعة والثلاثين لاستقلالها، وسط تحديات كبرى أبرزها استمرار الحرب الروسية ومحاولة الحفاظ على وحدة أراضيها واستقرار مؤسساتها، إلى جانب تكريس دورها في النظام الدولي.

وفي بيان خاص، أكّد نيكولا ناهورني، سفير أوكرانيا لدى مصر، أن يوم الاستقلال ليس مجرد ذكرى سياسية، بل يمثل “استعادة للعدالة التاريخية”، وتجسيدًا لهوية ضاربة في عمق التاريخ تمتد لأكثر من ألف عام.

أوكرانيا: من “كييف روس” إلى الدولة الحديثة

أشار السفير ناهورني إلى أن أوكرانيا، أكبر دولة أوروبية من حيث المساحة، تجمع بين عراقة التاريخ وحداثة الدولة، مستعرضًا جذور الدولة الأوكرانية منذ «كييف روس» في القرن التاسع، التي شكّلت نواة الكيان السلافي الشرقي. ومن أبرز قادتها، فولوديمير الأكبر وياروسلاف الحكيم، الذي لقّب بـ”حمي أوروبا” لعلاقاته العائلية مع ملوك القارة.

ورغم التحديات التاريخية، بدءًا من الغزو المغولي إلى التقسيم بين الإمبراطوريات، احتفظ الشعب الأوكراني بهويته وثقافته، بحسب السفير، مشيرًا إلى محطات بارزة مثل ظهور القوزاق في القرن السادس عشر وازدهار النهضة القومية في القرن التاسع عشر.

محطات النضال: ثورات وحروب من أجل الحرية

في استعراضه لتاريخ الاستقلال الحديث، لفت السفير ناهورني إلى أن إعلان الاستقلال في 1991 جاء تتويجًا لمسار طويل من النضال، واصفًا الحقبة السوفييتية بـ”الظلامية”، خاصة في ظل مجاعة “الهولودومور” (1932–1933) التي قضت على الملايين.

ولم تكن السنوات اللاحقة سهلة، إذ شهدت أوكرانيا ثلاث ثورات مفصلية: “ثورة على الغرانيت” عام 1990، و”الثورة البرتقالية” عام 2004، و”ثورة الكرامة” عام 2013 التي أعادت تأكيد المسار الأوروبي للبلاد، لكنها كانت أيضًا الشرارة التي تلتها الحرب مع روسيا وضم القرم.

الحرب الروسية والتحدي العالمي

وصف السفير الغزو الروسي الشامل الذي بدأ في فبراير 2022 بأنه لا يهدد أوكرانيا فحسب، بل يمثل تحديًا للنظام الدولي بأكمله، مشيرًا إلى أن موسكو تستهدف “زعزعة الاستقرار العالمي من خلال ابتزاز الغذاء والطاقة”.

وأشار إلى أن أوكرانيا بادرت بمواجهة هذه السياسة عبر مبادرة “الحبوب من أوكرانيا”، التي أطلقتها عام 2022 وأسهمت في إيصال أكثر من 307 آلاف طن من القمح إلى 15 دولة، من بينها مصر وسوريا وفلسطين واليمن، مساهمةً في إنقاذ نحو 20 مليون إنسان من خطر الجوع.

العلاقات الأوكرانية المصرية: شراكة راسخة وآفاق واعدة

سلّط السفير الضوء على متانة العلاقات بين أوكرانيا ومصر، مؤكدًا أن البلدين يتقاطعان في دعم السيادة ووحدة الأراضي، وأن كلاً من الشعبين قدّم تضحيات دفاعًا عن أرضه.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أن أوكرانيا زودت مصر بنحو 5 ملايين طن من الحبوب العام الماضي، مما دعم استقرار السوق المحلية. كما تُعد السياحة أحد ركائز العلاقة، إذ زار مصر أكثر من نصف مليون سائح أوكراني في الفترة من يناير 2023 حتى ديسمبر 2024، مع توقعات بزيادة هذا الرقم مع عودة الرحلات المباشرة.

أوكرانيا في طليعة الدفاع عن القيم الدولية

اختتم السفير ناهورني تصريحه بالتأكيد على أن دعم أوكرانيا لا يجب أن يُفهم فقط على أنه تضامن مع دولة تتعرض للعدوان، بل هو ضرورة استراتيجية لحماية المبادئ الدولية.

وقال: “أوكرانيا اليوم تدافع عن القيم المشتركة: الحرية، القانون، السيادة. دعم أوكرانيا هو استثمار في عالم أكثر أمنًا وعدلاً. فأوكرانيا القوية تعني عالمًا أقوى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights