تقارير-و-تحقيقات

«من التلميذ إلى القائد».. خبراء لـ«اليوم» الشرطة المدرسية وسيلة تربوية لا عقابية.. ولا بد من تأهيل الطلاب نفسيا

كتب- محمود عرفات

تصدرت الشرطة المدرسية محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع أول أسبوع في العام الدراسي الجديد، حيث ظهرت مقاطع فيديو لطلاب الشرطة المدرسية وهم ينظمون الطلاب بالاعتماد على المعايير التي وضعتها المدرسة من حظر دخول الطلاب بقصات الشعر المخالفة، وكذلك “الحظاظات” التي يتم ارتداؤها في اليد، بالإضافة إلى التأكد من تواجد الطلاب داخل فصولهم.

ولكن ظهورهم في مقاطع فيديو متفرقة سبب حالة من الجدل الكبير، وذلك لكون بعضهم يتعامل بقسوة مع زملائه، ما أثار تبيانا في الآراء بين من يرى أنهم يحققون الانضباط داخل المدرسة، وبين من يرى أن هذا مع كونه مفيدا، إلا أن له جانب سلبي كبير، وما بين هذا وذاك نناقش خلال هذا التحقيق هذه الظاهرة من عدة زوايا.

نظام مفيد يحتاج لإشراف تربوي

من جانبها قالت د. هالة عبد العزيز – خبيرة تربوية إن الشرطة الطلابية في المدارس لم يتم وضعها لكي يعاقب الطالب زميله أو يفرض سيطرته عليه، بل هو نظام تربوي مهم  ومفيد لكلا الجانبين إذا تم تطبيقه في إطاره الصحيح، مشيرة إلى أن من إيجابياته أنه يمنح الطالب فرصة لتطبيق المسؤولية، حيث إنها فرضت عليه من واقع تكليفه ببعض المهمات في سن صغير.

وأضافت: ” يجب أن تكون الشرطة الطلابية تحت إشراف تربوي دقيق، لضمان عدم تحولها إلى سلطة مفرطة، ولضمان عدم تأثر نفسية الطالب سلبًا”.

نظام تربوي ينمي المسؤولية لدى الطلاب

من جهته قال د. محمد عطية استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين إن تجربة “الشرطة الطلابية” عملية ذات بعد إيجابي وسلبي، وذلك حسب تعامل الطالب مع زملائه، مشيرًا إلى أنها قد تترك يمكن أن تترك أثرًا نفسيًا إيجابيًا إذا طُبّقت بشكل تربوي سليم، وذلك أن مشاركة الطلاب في مثل هذه المبادرات تعزّز من ثقتهم بأنفسهم، وتنمّي حسّ المسؤولية والانتماء، مؤكدًا أن الطالب حين يشعر أنه موضع ثقة من مدرّسيه، يتحول سلوكه تدريجيًا للأفضل، ويفهم أن للحرية حدودًا، وأن الانضباط ليس قيدًا، بل مسؤولية جماعية”.

وأضاف أن هذه الفكرة تعزز من ثقة الطالب بنفسه وأنه مسؤول وعنده مهمات لا بد من إنجازها، وهذا ما يكون له أثر إيجابي عليه في المستقبل، وقد ينعكس أيضا على سلوكه في الحياة خارج أسوار المدرسة.

آثار سلبية على المدى البعيد

وحذر د. محمد عطية من السلوك الخاطئ الذي يستخدمه بعض طلاب الشرطة المدرسية كأن يقسو عليهم في المعاملة أو يحملونهم ما لا يطيق وكأنهم أعلى منهم مكانة، مؤكدة أن هذا ينتج آثارا عكسية تؤدي إلى التوتر والاكتئاب والشعور بالضعف، لا سيما لو كان الطالب صاحب نفسية هشّة.

أثر الفكرة على الطلاب

أكد عدد من المعلمين أن نظام الشرطة المدرسية له دور إيجابي كبير إذا قام الطالب بتطبيقه بشكل إيجابي، وذلك كونه يعزز من روح الانضباط ويحقق التعاون داخل الفصول.

قال علي جاد معلم أول لغة عربية بمدرسة السعيدية: “لاحظنا فرقًا واضحًا، الطلاب أصبحوا أكثر حرصًا على الالتزام بالقواعد، وزادت لديهم روح التعاون، خاصة أن الزملاء هم من ينبهون بعضهم البعض، مؤكدًا أن السلوك الخاطى من بعض طلاب الشرطة المدرسية مرفوض ونعمل جاهدين على تقويمه.

نظام ومسؤولية

“ابني كان عنده رهبة من فكرة القيادة أو الحديث قدام زمايله، لكن لما انضم للشرطة المدرسية، حسّ إنه له دور ومكانة، وبدأ يتغيّر في بيته ومدرسته. بقى منظم ومسؤول”.

خاتمة

تبقى فكرة “الشرطة الطلابية” نموذجًا بسيطًا يحدث الجدل كل عام، ولكنه أثره يكمن في كيفية تطبيقه، فمن الممكن أن يكون وسيلة نظامية تنظم الطلاب وتقوم سلوكهم أثناء سير العملية التعليمية، وقد يكون ذا أثر سلبي كبير إذا ما كان تعامل طلاب الشرطة بشكل سلطوي ينطوي على ممارسات عنيفة لها أثرها السلبي على الجانبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights