في تحرك لافت يعكس قلق الأوساط الثقافية، أصدرت أمانة الثقافة والفنون بحزب الجبهة الوطنية بيانًا حذّرت فيه من تداعيات قرارات وزارة الثقافة بإغلاق عدد من قصور الثقافة في المحافظات، داعية إلى فتح حوار مجتمعي واسع للبحث عن حلول بديلة بدلاً من اللجوء إلى الغلق، لما لتلك القصور من دور حيوي في حماية الهوية الثقافية وتعزيز الوعي الوطني.
أزمة ثقافية على الأبواب
البيان الصادر عن أمانة الحزب شدد على أن قصور الثقافة ليست مجرد مبانٍ حكومية، بل تمثل “منارات للإبداع والتنوير، وجسورًا تصل الماضي بالحاضر والمستقبل”، مؤكدة أنها تلعب دورًا جوهريًا في مواجهة التطرف الفكري واحتضان الطاقات الشبابية وتوجيهها نحو الإبداع والتنمية.
وفي لهجة تحذيرية، عبّرت أمانة الحزب عن تضامنها الكامل مع جموع المثقفين والفنانين الذين أعربوا عن رفضهم لهذه القرارات، مؤكدة أن الاستمرار في إغلاق قصور الثقافة سيؤدي إلى تقليص فرص التعبير أمام المبدعين، ويُسهم في تراجع مستوى الوعي الفكري والثقافي، وإضعاف الهوية الوطنية.
الدعوة إلى بدائل
وفي خطوة تحمل بعدًا سياسيًا ومجتمعيًا، دعا الحزب إلى إتاحة حوار مجتمعي تشاركي يضم المثقفين وصناع القرار والمجتمع المدني، بهدف طرح حلول بديلة تدعم استمرار عمل هذه القصور، مثل تطوير البنية التحتية، وتعزيز مواردها، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية فيها، بدلاً من إغلاقها.
السياق العام
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه المشهد الثقافي المصري حالة من الترقب والتساؤل، مع تصاعد النقاش حول أولويات الإنفاق العام وأهمية الحفاظ على أدوات القوة الناعمة للدولة، في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
ويرى مراقبون أن موقف حزب الجبهة الوطنية يعكس قلقًا متصاعدًا داخل النخبة السياسية والثقافية من السياسات التي قد تؤثر سلبًا على البنية التحتية الثقافية، وسط دعوات متزايدة لإعادة النظر في القرارات الأخيرة الخاصة بقصور الثقافة
