أخبار

رئيس جامعة الأزهر: الصيام يقوم على اليقين لا الظن والتخمين

 

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الصيام في الإسلام يستند إلى مبدأ اليقين والوضوح التام، مستدلًا بالآية الكريمة: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ”، موضحًا أن هذه الآية ترسم صورة دقيقة لتمييز الحق من الباطل، حيث يمثل الخيط الأبيض الفجر الصادق، بينما يرمز الخيط الأسود إلى ظلمة الليل.

وأضاف داود، خلال مشاركته في برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، الذي يُعرض على قناة الناس، أن هذا التشبيه القرآني يعكس قاعدة أصيلة في الإسلام، وهي أن التصرفات والأعمال يجب أن تُبنى على القطع واليقين لا على الظن والتخمين، مؤكدًا أن الإسلام وضع ضوابط واضحة لعباداته وعلى رأسها الصيام حتى لا يكون هناك مجال للشكوك أو الوساوس.

ضرورة تحري الدقة في العبادات

وشدد رئيس جامعة الأزهر على أن المسلم مطالب بتحري الدقة واليقين في عباداته وسلوكياته، مشيرًا إلى أن الفقهاء قرروا أنه إذا تناول الصائم طعامًا أو شرابًا أثناء نهار رمضان معتقدًا أن الليل لا يزال مستمرًا، ثم تبين له خلاف ذلك، فإن صيامه يكون فاسدًا وعليه القضاء، لأن الأصل في الصيام هو التأكد من دخول وقت الفجر قبل الإمساك عن المفطرات.

وأكد أن الإسلام لا يترك العبادات عرضة للشكوك، بل يضع لها أسسًا واضحة تضمن صحة أدائها، مبينًا أن الحياة التي تُبنى على اليقين تكون مستقيمة وصالحة، بينما الحياة القائمة على الشك والتخمين هي حياة مضطربة لا استقامة فيها.

اليقين نور والشك ظلام

وأوضح الدكتور سلامة داود أن من معاني البلاغة في القرآن الكريم استخدام التشبيهات التي توضح المفاهيم بجلاء، لافتًا إلى أن الإسلام يدعو إلى النور والوضوح، فيما يُعد الشك والتخمين من مسببات الضلال والانحراف.

وقال في ختام حديثه: “حياة تقوم على اليقين هي حياة مستقيمة مليئة بالنور، أما الحياة التي تقوم على الشك والتخمين فهي حياة فاسدة لا هدى فيها، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى