أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، أن الأزهر الشريف كان ولا يزال عبر تاريخه الممتد لأكثر من ألف عام صرحًا علميًا شامخًا، يُمثّل ركيزة أساسية للعلم والمعرفة في العالم الإسلامي.
أضاف أن الأزهر – بصفته جامعًا وجامعة – يتسم بنهجه العلمي المتوازن الذي يمزج بين علوم الدين والدنيا، ويخدم الإنسانية من خلال نشر قيم التسامح والسلام والتعايش المشترك.
أشار الدكتور صديق، خلال كلمته في ندوة نظّمها جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعنوان: «ماذا قدم التعليم الأزهري للعالم؟»، إلى أن المنهج الأزهري يُعد صمام أمان ضد التطرف بجميع أشكاله الفكرية والأخلاقية.
أكد أن من تشبّع بفكر الأزهر المعتدل لا يقبل التطرف، بل يجابهه بفكر مستنير يعتمد على الحوار والعقلانية، مما يعزز السلام الاجتماعي وينشر الخير للبشرية.
الأزهر.. مركز إشعاع علمي في مختلف المجالات
وأوضح الدكتور صديق أن الأزهر الشريف لعب دورًا رياديًا في نشر العلوم والمعارف منذ تأسيسه، حيث لم يقتصر على التعليم الديني فحسب، بل شمل كافة العلوم والفنون.
ولفت إلى أن الأزهر كان سباقًا في إدخال علوم الطب والصيدلة إلى مناهجه، مما أسهم في تخريج نخبة من العلماء الذين تركوا بصمات بارزة في مختلف المجالات.
أضاف أن علماء الأزهر لم يقتصر دورهم على العلوم الشرعية فقط، بل أسهموا في مجالات متنوعة كالطب، والفلك، والهندسة، والعلوم الإنسانية، مشيرًا إلى أن الأزهر تخرّج منه العديد من الشخصيات التي أثرت في مجتمعاتها وتبوأت مناصب قيادية في دولها.
الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب
وفي سياق متصل، شدد الدكتور صديق على أهمية مشاركة الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يُعد منصة ثقافية مهمة لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي يتبناه الأزهر منذ أكثر من ألف عام.
أشار إلى أن الأزهر يشارك هذا العام بجناح متميز للعام التاسع على التوالي، في الدورة السادسة والخمسين للمعرض، انطلاقًا من مسؤوليته التعليمية والدعوية.
يمتد جناح الأزهر على مساحة ألف متر مربع في قاعة التراث رقم “4”، ويضم عدة أركان تهدف إلى تعزيز التواصل مع الجمهور ونشر المعرفة.
من بين هذه الأركان: قاعة الندوات، وركن الفتوى الذي يقدم الإجابات على استفسارات الجمهور، وركن للخط العربي الذي يُبرز جماليات اللغة العربية، فضلًا عن ركن خاص للأطفال يُقدّم لهم أنشطة تعليمية وتثقيفية كما يعرض الجناح مجموعة من المخطوطات النادرة التي تعكس غنى التراث الأزهري.
التعليم الأزهري.. ركيزة للتسامح والتعايش
أكد الدكتور صديق أن التعليم الأزهري يتميز بنهجه الذي يُرسّخ القيم الإنسانية النبيلة مثل التسامح، والأخوة، والسلام، والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والشعوب.
أضاف أن الأزهر يُقدّم نموذجًا فريدًا في المزج بين علوم الدين والدنيا، مما يجعله منارة علمية يفد إليها الطلاب من شتى أنحاء العالم، بحثًا عن المعرفة والثقافة المستنيرة.
الأزهر.. قوة ناعمة في مواجهة التطرف
أشار الدكتور صديق إلى أن الأزهر يقوم بدور محوري في التصدي للفكر المتطرف من خلال مناهجه التي تُعلي من شأن الحوار، والعقلانية، واحترام الآخر.
وأكد أن هذا الدور لم يقتصر على الداخل المصري فقط، بل امتد إلى العالم أجمع من خلال بعثات الأزهر، وطلابه الوافدين، وبرامجه التعليمية التي تسعى لنشر الوسطية والاعتدال.
دعا الدكتور محمود صديق إلى ضرورة دعم الأزهر الشريف باعتباره نموذجًا يُحتذى به في نشر الفكر المستنير وخدمة الإنسانية، مشيرًا إلى أن رسالته العلمية والدعوية تُسهم في بناء مجتمعات متماسكة تقوم على التسامح والتعايش السلمي.
