السمع والبصر والفؤاد.. جوارح تُسأل وأمانات لا تُهمل
حملة صحح_مفاهيمك: مسؤولية السمع والبصر والفؤاد... أمانات لا تُستهان به

تقرير : أحمد فؤاد عثمان
في ضوء اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بنشر الوعي الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة، تتجدد الدعوة إلى التأمل في قوله تعالى:
“إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” [الإسراء: 36]،
وهي آية تحمل في طيّاتها رسالة بليغة تؤكد أن كل ما وهبنا الله من نعم، من سمع وبصر وفؤاد، ليس ملكًا مطلقًا لنا، بل أمانات سنُسأل عنها يوم القيامة.
في عصر تتكاثر فيه المؤثرات السمعية والبصرية، ويُغرق فيه الناس بمحتويات ترفيهية ودعائية، تصبح هذه النعم وسائل للارتقاء أو أدوات للغفلة، بحسب الاستخدام. فالعين التي تراقب المحرمات، والأذن التي تنصت للنميمة أو الكذب، والقلب الذي يحمل حقدًا أو حُكمًا ظالمًا، كلها محاور للمساءلة أمام الله.
ما يغيب عن أذهان كثيرين أن الفؤاد – القلب – ليس مجرد مركز للمشاعر، بل هو مركز الوعي والنية. ما يستقر فيه من معتقدات وأفكار وانفعالات هو ما يوجّه الإنسان في سلوكه، وقد بيّن النبي الكريم أن “في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”.
وفي إطار حملة “صحح_مفاهيمك”، تؤكد وزارة الأوقاف المصرية أن مراقبة النفس، وتنقية السمع والبصر والقلب من كل سوء، هو مفتاح النجاة في الدنيا والآخرة. والمسلم الحقيقي هو من يُحسن استخدام جوارحه فيما يرضي الله، ويجعل من قلبه مرآةً للحق لا للهوى.
إن هذا التوجيه الرباني ليس مجرد وعظ، بل دعوة عملية لإعادة تقييم ما نستهلكه يوميًا من معلومات وأحاديث وصور وأفكار. فالعين لا ينبغي أن تكون عمياء عن الحق، والأذن لا تصغي للباطل، والقلب لا يميل عن الصدق والإخلاص.
لنتذكّر دائمًا:
كل ما نملكه اليوم هو نعمة، لكن غدًا سيكون حُجّة لنا أو علينا. فهل نُعدّ الجواب؟