عرب-وعالم

خطأ يكشف تفاصيل الضربات الأميركية على اليمن وواشنطن تبرر

أكد البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن المراسلات الهاتفية التي تمت مشاركتها عن طريق الخطأ مع صحافي أميركي لم تتضمن أي معلومات سرية بشأن الضربات العسكرية على الحوثيين في اليمن، نافيًا بذلك تقارير إعلامية تحدثت عن تسريب خطير داخل الإدارة الأميركية.

تفاصيل المراسلات الهاتفية

بحسب تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”، فإن الخطأ وقع عندما تمت إضافة الصحافي الأميركي البارز جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، عن طريق الخطأ إلى مجموعة رسائل مشفرة عبر تطبيق “سيغنال”، كان يستخدمها كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي لمناقشة العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

وكشفت “فرانس برس” أن المراسلات تضمنت تفاصيل حساسة حول توقيت تنفيذ الضربات الجوية، والأهداف التي سيتم استهدافها، وأنواع الأسلحة المستخدمة.

وقال غولدبرغ إنه تلقى رسالة من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث تضمنت تفاصيل محددة حول العملية، من بينها: قائمة الأهداف العسكرية للضربات، نوع الأسلحة التي سيتم استخدامها، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى وقنابل ذكية، والجدول الزمني للعملية، حيث أُشير إلى أن “أولى الانفجارات سيتم الشعور بها في اليمن عند الساعة 1:45 مساء بالتوقيت الشرقي”.

وأضاف غولدبرغ أن المراسلات تمت بين 18 مسؤولًا بارزًا، بينهم: ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، جاي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، وجون راتكليف، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، كما ضمت كبار مستشاري الأمن القومي في البيت الأبيض والبنتاغون.

ترامب يقلل من أهمية الحادثة

وفي أول تعليق له، قلل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خطورة الأمر، بأن “تسريب المحادثة كان الخلل الوحيد خلال شهرين”، مضيفًا أنه “لم يكن خطيرًا ولم يؤثر على العمليات العسكرية”.

وأضاف ترامب:”وجود الصحافي في المحادثة السرية لم يكن مقصودًا، ولم يكن له أي تأثير على سير العمليات العسكرية ضد الحوثيين”.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن مستشار الأمن القومي، مايك والتز، تعلم من هذا الخطأ، مؤكدًا أنه “رجل طيب ويؤدي عمله بكفاءة”.

من جهتها، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على أن المراسلات لم تتضمن “أي خطط حرب أو معلومات سرية”، مؤكدة في منشور على منصة “إكس” أن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن تسريب معلومات خطيرة غير دقيقة.

وقالت ليفيت:”لم تتم مناقشة أي خطط حربية حساسة، ولم يتم إرسال أي مواد سرية عبر هذه المجموعة، وما حدث كان مجرد خطأ تقني في إضافة شخص غير معني إلى المحادثة”.

إدارة بايدن تستغل الحادثة سياسيًا

وفي سياق متصل، انتقدت شخصيات بارزة من الحزب الديمقراطي الحادثة، معتبرين أنها دليل على ضعف إدارة ترامب في التعامل مع القضايا الأمنية الحساسة.

وقال مسؤولون في إدارة الرئيس السابق جو بايدن إن “مثل هذه الأخطاء ما كانت لتحدث” لو كانت الإدارة الحالية أكثر حذرًا في إدارة القنوات الأمنية.

غولدبرغ: الخطأ كشف تفاصيل حساسة

أما الصحافي جيفري غولدبرغ، الذي كان الطرف غير المقصود في هذه المحادثات، فقال إنه فوجئ بإضافته إلى مجموعة المراسلة المشفرة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يعرف السبب في البداية، لكنه أدرك لاحقًا أنه خطأ إداري.

وأوضح أنه تلقى رسائل توضح تفاصيل الضربات العسكرية، لكنه قرر عدم نشرها فورًا، حفاظًا على الأمن القومي الأميركي. وقال: “لم أكن أتوقع أن أُضاف إلى هذه المجموعة، لكن عندما بدأت أرى التفاصيل، أدركت أنني أطلع على معلومات بالغة الحساسية”.

رغم الجدل الذي أثاره هذا الخطأ، أكدت مصادر في البنتاغون أنه لم يؤثر على سير العمليات العسكرية، حيث نفذت القوات الأميركية الضربات كما هو مخطط لها دون أي تغيير في التكتيكات أو الأهداف.

وقال مصدر عسكري أميركي: “لم يؤثر هذا الخطأ على الضربات، لأن المعلومات التي تم تداولها كانت متوقعة من قبل العدو”.

وفي حين أن البيت الأبيض يحاول التخفيف من خطورة الحادثة، فإنها تثير تساؤلات حول مدى تأمين المعلومات الحساسة داخل إدارة ترامب، ومدى فعالية الإجراءات الأمنية في منع حدوث أخطاء مماثلة مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights