في حادث مأساوي أعاد إلى الأذهان أسوأ كوارث الطيران، تحطمت صباح اليوم الخميس طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الهندية “إير إنديا”، أثناء محاولتها الإقلاع من مطار مدينة أحمد أباد غرب الهند، متجهة إلى مطار غاتويك في العاصمة البريطانية لندن.
تفاصيل الحادث
أكدت الشرطة الهندية أن الطائرة المنكوبة من طراز “بوينغ 787-8″، وكانت تقل على متنها 242 شخصًا بين ركاب وأفراد طاقم. وقد وقع الحادث بعد لحظات من بدء عملية الإقلاع، حيث خرجت الطائرة عن المدرج وتحطمت في منطقة مدنية مجاورة للمطار، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية وشهود عيان.
وذكرت قناة “NDTV” أن الطائرة اشتعلت بها النيران فور الاصطدام، فيما شوهدت أعمدة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من موقع الحادث، وسط حالة من الهلع في محيط المطار والمناطق السكنية المجاورة.
ردود فعل رسمية
وفي بيان رسمي، عبّر رئيس شركة “إير إنديا”، ناتاراجان تشانراسيكاران، عن بالغ الأسى، قائلاً:
“بحزن عميق نؤكد أن رحلتنا رقم AI171 بين أحمد أباد ولندن غاتويك تعرضت لحادث مأساوي. نوجه أحر التعازي إلى أسر وأحباء جميع المتضررين من هذا الحدث الجلل.”
وأوضح البيان أن الشركة فعّلت مركزًا للطوارئ وتم إنشاء فريق دعم خاص لتقديم المساعدة والمعلومات لعائلات الركاب، بينما تُنسق السلطات مع فرق البحث والإنقاذ والإطفاء التي هرعت إلى الموقع.
فرق الإنقاذ والاستجابة
قال مسؤول في هيئة الإطفاء بأحمد أباد لوكالة “فرانس برس” إن الفرق تعمل على إخلاء الجرحى وإطفاء الحريق الذي اندلع في الطائرة فور تحطمها. كما تم فرض طوق أمني واسع حول موقع الحادث، مع استمرار جهود تحديد عدد الضحايا والمصابين، في ظل تضارب المعلومات بشأن ناجين محتملين.
تحقيقات فورية وأمر بفتح ملف فني
أعلن وزير الطيران المدني الهندي، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أنه تم فتح تحقيق فني شامل للوقوف على أسباب الحادث. وأشار إلى أن فريقًا من هيئة سلامة الطيران المدني وممثلين عن شركة بوينغ سيتوجهون إلى موقع التحطم خلال ساعات.
ويجري الآن فحص مسجل بيانات الرحلة (الصندوق الأسود)، الذي عُثر عليه جزئيًا متضررًا، وفقًا لتقارير أولية. وسيتم تحليله للكشف عن تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل التحطم، بما يشمل تواصل الطيار مع برج المراقبة وظروف الطقس والتقنيات التشغيلية.
السياق الفني والطراز
الطائرة المنكوبة من طراز “بوينغ 787-8 دريملاينر”، وهي من الطائرات الحديثة نسبيًا التي دخلت الخدمة في الخطوط الهندية خلال العقد الأخير، وتتميّز بكفاءة في استهلاك الوقود ومدى طيران طويل. إلا أن هذا الطراز واجه في السنوات الأخيرة انتقادات تتعلق بمشكلات تقنية متعلقة بأنظمة الكهرباء والمحركات، وهو ما قد يدفع للتحقيق في احتمال وجود خلل ميكانيكي أو تقني ساهم في الحادث.
صدمة وحزن في الشارع الهندي
انتشرت صور ومقاطع من موقع الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر حطام الطائرة متفحمًا ومحاطًا بسيارات الإطفاء والإسعاف. وفي محيط مطار أحمد أباد، تجمّع المئات من أهالي الركاب وسط حالة من القلق، مطالبين بالحصول على أي معلومات حول مصير أحبائهم.
وأعلن إقليم غوجارات حالة الحداد الرسمي ليوم واحد تضامنًا مع الضحايا، فيما صدرت بيانات تضامن من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية في البلاد، داعية إلى محاسبة المسؤولين في حال ثبت وجود إهمال أو خلل فني.
