كنوز فاطمية بيد الجمهور.. الأزهر الشريف يعرض مخطوطات نادرة بمعرض الكتاب 2025

في إطار فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يحتفي جناح الأزهر الشريف بمقتنياته الفريدة التي تمثل كنوزًا من التراث الإسلامي، حيث يعرض لزواره مجموعة نادرة من المخطوطات التاريخية التي تعود للعصر الفاطمي.
تأتي هذه الخطوة تأكيدًا لدور الأزهر في الحفاظ على التراث العلمي والثقافي، وإبراز عمق الحضارة الإسلامية.
أبرز المخطوطات المعروضة: كنوز من الفكر الإسلامي
يُسلط جناح الأزهر الضوء على أربع مخطوطات بارزة، نسخت قبل أكثر من 900 عام هجري، مما يجعلها شاهدًا على ازدهار العلوم والمعرفة خلال تلك الفترة. ومن بين هذه المخطوطات:
مخطوطة الأدب الكبير لابن المقفع: نُسخت في عام 532 هـ، وهي تُعد واحدة من أهم المؤلفات الأدبية التي أرست أسس البلاغة والبيان.
مخطوطة البسيط في التفسير للإمام الواحدي: يعود تاريخ نسخها إلى عام 524 هـ، وتتميز بشرحها المفصل لآيات القرآن الكريم بأسلوب يجمع بين الفقه والتفسير.
ديوان المتنبي: نُسخ عام 544 هـ، ويضم أبرز أشعار المتنبي التي شكلت نقلة نوعية في الشعر العربي.
الجامع الصحيح للإمام البخاري: كُتب في عام 507 هـ، ويعد من أعظم كتب الحديث الشريف التي توثق السنة النبوية.
الأزهر ودوره المتجدد في نشر الفكر الوسطي
يأتي تواجد الأزهر الشريف في معرض الكتاب للعام التاسع على التوالي ضمن جهوده المستمرة لنشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه على مدار أكثر من ألف عام. ويهدف الأزهر من خلال جناحه إلى تعزيز الوعي بأهمية التراث الإسلامي وإبرازه كركيزة أساسية لبناء الحضارات.
جناح متكامل بمساحة ألف متر
يقع جناح الأزهر في قاعة التراث رقم “4” بالمعرض، ويمتد على مساحة شاسعة تصل إلى ألف متر مربع، مما يتيح تقديم تجربة متنوعة للزوار. يضم الجناح عدة أركان تهدف إلى استقطاب الجمهور من مختلف الفئات العمرية:
ركن المخطوطات: يُبرز مجموعة من أندر المقتنيات التراثية.
ركن الخط العربي: يعكس جماليات اللغة العربية وفنونها.
ركن الفتوى: يُقدم خدمات استشارية مباشرة للإجابة عن أسئلة الزوار المتعلقة بالشؤون الدينية.
ركن الطفل: يهدف إلى غرس القيم الإسلامية في الأجيال الناشئة من خلال أنشطة تفاعلية.
قاعة الندوات: تستضيف نخبة من العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا تهم المجتمع.
الأزهر في خدمة الثقافة والتراث
يعكس جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب اهتمام المؤسسة الأزهرية بنقل المعارف والتراث الإسلامي إلى الأجيال الجديدة. ويؤكد الأزهر من خلال مشاركته أن دوره لا يقتصر على الجانب التعليمي والدعوي، بل يمتد إلى صون التراث الإنساني وتعريف العالم بأهميته.
تُعد مشاركة الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب نموذجًا حيًا على التفاعل الثقافي والحضاري، حيث يلتقي الماضي بالحاضر ليصنع مستقبلًا قائمًا على المعرفة والقيم.