أخبار

انطلاق مؤتمر الأزهر وصناعة المُصلحين لتعزيز الخطاب الديني المستنير

 

في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات الإسلامية المعاصرة، وتأكيدًا لدوره التاريخي في حفظ الهوية الدينية وتعزيز منظومة القيم الوسطية، انطلقت فعاليات مؤتمر “الأزهر وصناعة المُصلِحين”، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ويأتي هذا المؤتمر ضمن جهود الأزهر الرامية إلى إعداد قيادات دينية وفكرية قادرة على النهوض بالمجتمعات، والتصدي لخطابات التطرف والانحراف.

رعاية رفيعة المستوى وحضور قيادي مميز

شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور عدد من القيادات الدينية والأكاديمية البارزة، على رأسهم فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، ومعالي الدكتور أسامة الأزهري، عضو مجلس النواب ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إلى جانب عدد من نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وسفراء دول عربية وإسلامية، وشخصيات دبلوماسية وأكاديمية مرموقة.

مقاربة جديدة لصناعة المُصلحين: نحو خطاب ديني مستنير

يركز المؤتمر في دورته الحالية على منهجية صناعة المُصلحين من منطلقات شرعية ومعرفية، تستند إلى الفهم الصحيح للنصوص، والقدرة على التعامل مع متغيرات الواقع بلغة العقل والاجتهاد الرشيد، دون الإخلال بالثوابت الإسلامية.

وقد أكد المشاركون أن الأزهر، من خلال مؤسساته التعليمية والدعوية، يمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ خطاب ديني واعٍ، يعزز قيم التعايش والتسامح والعدالة، ويربي أجيالًا من العلماء والدعاة قادرين على إصلاح المفاهيم المغلوطة، وتوجيه الطاقات الشبابية نحو البناء لا الهدم.

محاور المؤتمر: التأهيل العلمي والاجتماعي للمصلحين

يتضمن المؤتمر عددًا من المحاور الفكرية والعلمية، من أبرزها:

تأصيل مفهوم الإصلاح في القرآن والسنة النبوية: تناول علمي دقيق لمصطلح “الإصلاح” من منظور إسلامي، يراعي الفهم السليم للسياقات النصية والمقاصدية.

دور المؤسسات الدينية في إنتاج المصلحين: عرض لتجارب واقعية لمؤسسات مثل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في إعداد المصلحين وتدريبهم على أدوات التفاعل مع الجماهير.

قضايا الواقع ومتطلبات الإصلاح المعاصر: تحليل للتحديات التي تعيق عملية الإصلاح في المجتمعات الإسلامية، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الإعلامي.

المصلح كقائد فكري واجتماعي: نقاش حول المهارات التي يجب أن يتحلى بها المصلح في عصر متغير، يجمع بين العلم الشرعي، والقدرة الاتصالية، والوعي الثقافي.

رسائل متعددة المستويات: من مصر إلى العالم الإسلامي

يحمل المؤتمر رسالة مزدوجة؛ محليّة وعالمية، فهو من جهة يسعى إلى دعم قدرات المؤسسات المحلية في تخريج المصلحين المؤهلين علميًا وفكريًا، ومن جهة أخرى يوجه نداءً إلى الأمة الإسلامية بضرورة التعاون والتكامل بين المؤسسات العلمية لنشر الاعتدال ومحاربة الغلو والتفريط.

وتأتي مشاركة ممثلي الدول والسفارات في جلسات المؤتمر لتؤكد أن صناعة المصلحين لم تعد شأنًا محليًا، بل أصبحت مطلبًا دوليًا في ظل تصاعد التحديات الفكرية العابرة للحدود، والحاجة الملحة لقيادات فكرية واعية قادرة على بناء الجسور بين الشعوب، وتقديم الإسلام في صورته السمحة للعالم.

الأزهر… قلعة الإصلاح وراية الوسطية

أكد المتحدثون أن الأزهر الشريف سيبقى منارة للعلم والإصلاح، وحارسًا أمينًا على القيم الإسلامية السمحة، رافضًا كل أشكال التطرف والتشدد، ومتمسكًا برسالته الخالدة في صناعة الإنسان الصالح والمجتمع السليم.

ويعكس هذا المؤتمر بوضوح التزام الأزهر بقيادة مشروع إصلاحي شامل، يعزز من قيم الانفتاح والحوار، ويعيد إلى الساحة الدينية دورها الحقيقي في ترسيخ السلم الأهلي والاجتماعي، تحت راية الوسطية والاعتدال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights