جامعة الأزهر: الحارس الأمين على الهوية الإسلامية ومنبر الوسطية عالميًا

تأسس الأزهر الشريف في عام 970 ميلاديًا على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي ليكون جامعًا للعبادة ومركزًا لنشر علوم الدين.
عبر تاريخه الممتد لأكثر من ألف عام، تحوّل الأزهر إلى أحد أبرز المؤسسات العلمية والدينية في العالم، حاملاً رسالة نشر الإسلام الوسطي وترسيخ القيم الأخلاقية والعلمية في المجتمعات.
منذ نشأته، اعتمد الأزهر على الجمع بين التعليم الشرعي والتوجهات الفكرية، مما جعله بيئة تجمع بين العلوم الدينية التقليدية والابتكار العلمي وقد ساهم هذا التوازن في بناء أجيال قادرة على الجمع بين تعاليم الدين الإسلامي ومتطلبات العصر الحديث.
رسالة الأزهر: الوسطية منهجًا وهوية
الوسطية، كما يراها الأزهر، هي الاعتدال في الفكر والسلوك، وعدم الميل إلى الإفراط أو التفريط تستند هذه الفلسفة إلى الآية القرآنية: “وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس” (البقرة: 143)، والتي تمثل ركيزة أساسية في منهج الأزهر التعليمي والدعوي.
تعاليم الوسطية في المناهج الأزهرية
يعتمد الأزهر على منهج شامل يرتكز على الفهم العميق للنصوص الشرعية، مع مراعاة التجديد والاجتهاد لتلبية متطلبات العصر.
تُدرَّس علوم الشريعة جنبًا إلى جنب مع العلوم الحديثة، مثل الطب والهندسة، بهدف إعداد كوادر متخصصة قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة دون المساس بجوهر العقيدة.
التعليم في الأزهر: بين الأصالة والمعاصرة
يضم الأزهر كليات متخصصة في الشريعة والفقه، بالإضافة إلى كليات في مجالات مثل الطب، الصيدلة، الهندسة، والإعلام هذا التنوع يجعل منه نموذجًا فريدًا يوازن بين التعليم الديني والتقني.
جهود الأزهر لتطوير المناهج:
1. إدراج مواد حديثة مثل “الذكاء الاصطناعي” و”إدارة الأزمات”.
2. تعزيز دراسة اللغات الأجنبية لمواكبة العولمة.
3. إنشاء مراكز بحثية متخصصة لمناقشة قضايا العصر.
دور الأزهر في مواجهة الأفكار المتطرفة
مبادرات الأزهر في تصحيح المفاهيم:
إنشاء مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف، الذي يعمل على تحليل الخطاب المتطرف وتفنيده.
إطلاق حملات توعوية تستهدف الشباب عبر الإنترنت لتوضيح المفاهيم الدينية الصحيحة.
برامج تدريب الطلاب:
تقوم جامعة الأزهر بتدريب طلابها على الرد على الشبهات بالحوار العلمي والمنطقي، مما يعزز قدراتهم على مواجهة الأفكار الهدامة في مجتمعاتهم.
قصص نجاح خريجي الأزهر
الأزهريون سفراء الوسطية
تتعدد قصص النجاح لخريجي الأزهر الذين نشروا قيم التسامح والسلام في مجتمعاتهم.
خريج أزهري في إندونيسيا أسهم في تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين في بلده.
طبيب أزهري في السودان أنشأ مستشفى مجانيًا لخدمة الفقراء، مستلهمًا قيم العطاء من تعاليم الأزهر.
دور الأزهر عالميًا: منبر للحوار بين الثقافات
المؤتمرات الدولية لتعزيز السلام
ينظم الأزهر ندوات ومؤتمرات عالمية تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان من أبرز هذه الفعاليات:
مؤتمر “الأخوة الإنسانية”، الذي جمع قيادات دينية من مختلف العالم لتأكيد قيم التعايش.
مبادرة “الشباب صناع السلام”، التي تدرب الشباب على مواجهة التحديات الفكرية بثقافة الحوار.
شراكات مع منظمات دولية
يتعاون الأزهر مع مؤسسات مثل الأمم المتحدة واليونسكو لنشر ثقافة التسامح، وتعزيز حقوق الإنسان وفقًا للشريعة الإسلامية.
التحديات والرؤية المستقبلية
1. التجديد الدائم للمناهج: ضرورة مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.
2. التحديات الفكرية: مواجهة الأفكار المتطرفة بأساليب أكثر ابتكارًا.
3. التوسع الرقمي: الحاجة إلى تعزيز التعليم الإلكتروني وتوفير محتوى رقمي متكامل.
رؤية الأزهر للمستقبل
يخطط الأزهر لتعزيز مكانته كمؤسسة تعليمية عالمية من خلال:
إطلاق منصات تعليمية إلكترونية تخدم الطلاب في جميع أنحاء العالم.
تطوير برامج جديدة تركز على قضايا مثل التغير المناخي، والتنمية المستدامة، والأمن الغذائي.
زيادة التعاون مع المؤسسات العلمية الدولية لتبادل الخبرات.
الأزهر نموذجًا للوسطية العالمية
على مدى أكثر من ألف عام، ظل الأزهر رمزًا للوسطية، ومنارة للإسلام المعتدل.
بفضل جهوده في التعليم والدعوة والحوار الثقافي، يواصل الأزهر لعب دور محوري في تعزيز القيم الإنسانية ونشر التسامح عالميًا.