بالرغم من القمع والمنع.. طلبة الجامعة العبرية ينتفضون رفضًا للإبادة في غزة

نظم نحو 200 طالب من داخل الخط الأخضر، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام الجامعة العبرية في القدس المحتلة، تنديدًا بالمجازر المستمرة التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، وذلك رغم قرار إدارة الجامعة بمنع تنظيم أي فعاليات تضامنية داخل الحرم الجامعي.
وأكدت مصادر للجزيرة أن الحراك الطلابي داخل الجامعة العبرية قرر المضي قدمًا في تنظيم الوقفة، متحديًا قرار المنع، في رسالة واضحة بأن صوت التضامن مع غزة لن يُسكت، حتى من داخل الجامعات الإسرائيلية. ورفع الطلاب شعارات منددة بالإبادة الجماعية والحصار المفروض على القطاع، كما دعوا إلى وقف العدوان فورًا، وفتح تحقيقات دولية بشأن جرائم الحرب المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وترافقت الوقفة مع حالة من التوتر داخل الحرم الجامعي، وسط تواجد أمني مكثف، وتخوف من تصعيد ضد المشاركين، خاصة في ظل الحملة التي تستهدف الأصوات المعارضة للحرب داخل إسرائيل، بما في ذلك الطلبة العرب والنشطاء.
وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات عنيفة بين طلبة جامعة القدس في بلدة أبو ديس وقوات الاحتلال، عقب اقتحام الأخيرة لحرم الجامعة، في خطوة اعتبرها الطلبة استفزازًا مباشرًا للبيئة التعليمية ومساسًا بحق الطلاب في التعبير السلمي. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بكثافة، مما أدى إلى وقوع إصابات بين الطلبة، بعضها وصفت بالطفيفة، إلى جانب حالات اختناق عديدة.
وتأتي هذه الاحتجاجات الطلابية في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، مخلفًا أكثر من 166 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين، في ظل حصار خانق ونزوح داخلي غير مسبوق.
كما تتصاعد موجات التضامن مع غزة داخل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الداخل الفلسطيني، في مواجهة محاولات قمع أي نشاط طلابي معارض للحرب. وعبّر نشطاء عن خشيتهم من أن تُستخدم قوانين الطوارئ لتقييد حرية التعبير، خصوصًا بعد تزايد حملات الاعتقال الإداري، والتحقيقات مع طلاب شاركوا في وقفات سابقة.
ويرى مراقبون أن هذا الحراك الطلابي يعكس تصاعد حالة الوعي السياسي لدى الأجيال الشابة من الفلسطينيين في الداخل، ورفضهم للواقع القمعي المزدوج الذي يعيشونه، سواء في مؤسسات التعليم أو في الشارع.