كتب- محمود عرفات
يذاع في هذه الأيام مسلسل حالة خاصة، وهو أصبح حال خاصة في أحاديث الناس اليومية، حيث يحقق المسلسل مشاهدات عالية على منصة شاهد، وتدور أحداث المسلسل حول الشاب المحامي “نديم أبو سريع” مصاب بالتوحد، ولكنه في الوقت ذاته شديد الذكاء، لدرجة أنه حصد المركز الأول في مسابقة من سيربح المليون، ويلتحق نديم بالعمل في مكتب محاماة شهير تمتلكه أماني النجار، وتمتلئ رحلة نديم بالتحديات الصعبة، ورغم استغلاله في الكثير من الأمور، لأن إصابته بالتوحد، تعوقه كثيرا في مهنة المحاماة، لا سيما المرافعة التي تحتاج إلى جرأة كبيرة، وثقة بالنفس، وهما صفتان لا يتوفران في مريض التوحد.
وفي هذا الصدد يستعرض موقع وجريدة “اليوم” أبرز المعلومات عن مرض التوحد.
يعد التوحد هو اضطراب في النمو العصبي، وهو الذي ينتج عنه فقر، أو ضعف في التواصل والتفاعل مع المجتمع، ومعرفة الإنسان إذا ما كان مريضا بالتوحد من عدمه تتأتى بعدما يبلغ الطفل ثلاث سنوات، حينها تبدو الأعراض واضحة.
هل للتوحد علاقة بالوراثة؟
يتعلق التوحد بالوراثة تعلقا قويا، وإلى الآن ليس هناك تفسيرا يوضح هل أن التوحد يتأتى من خلال الطفرات النادرة فقط، أم أن الأمر يتعلق بتظافر مجموعات نادرة من المتغيرات الجينية المشتركة، هناك حالات تحدث، ولكنها نادرة وهي أن يترتبط التوحد ارتباطا وثيقا مع العوامل المسببة للتشوهات الخلقية.
وقد أثبتت الأبحاث أن مرض التوحد يصاب به حوالي 1- 2 من كل 1000 شخص، وذلك في جميع أنحاء العالم، وهذا يكون في الذكور بنسبة أكثر من الإناث، حيث تصل النسبة إلى خمسة أضعاف.
هل يتم الشفاء من مرض التوحد؟
حتى هذه اللحظة لم يُعرف دواء للتوحد، ولكن هناك تقارير أثبتت أن عددا من الحالات تم شفاؤه بعد بلوغ سن الرشد يكون من الصعب على كثير من الأطفال أن يعيش بشكل مستقل، ولكن هناك أطفالا أثبتوا أنهم قادرون على التغلب على هذه الفكرة الجامدة، وأوصى الأطباء أن هناك جزءا من العلاج، هو عدم التعامل مع المرضى على أنهم ليسوا مصابين، أو يعانون من اضطرابات.
على المستوى العالمي، تُفيد التقديرات أن مرض التوحد يؤثر على 24.8 مليون شخص اعتبارًا من عام 2015 في العِقد الأول من القرن العشرين، قُدّرت نسبة الأشخاص المتأثرين عالمياً بـ 1-2 لكل 1000 شخص في جميع أنحاء العالم في البلدان المتقدمة، يتم تشخيص نحو 1.5% من الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد اعتبارا من عام 2017، وذلك بزيادة من نسبة 0.7% في عام 2000 في الولايات المتحدة
وهناك ثلاثة أعراض هم الأكثر ظهورا، ومن خلالهم يستطيع الإنسان أن يعرف مريض التوحد، وهو ضعف التواصل مع المجتمع، ضعف التفاعل الاجتماعي، السلوكية المتكررة.
ما هي السلوكيات المتكررة لمريض التوحد؟
هناك مقياس تقدر به السلوك التوحدي للشخص، حيث يقوم مريض التوحد باتباع أنماط سلوكية متكررة ومقيدة، وذلك حسب العناصر الآتية:-
• السلوك المقيد: وهو سلوك محدود في التركيز أوالاهتمام أو النشاط، مثل الانشغال ببرنامج تليفزيوني واحد أو الانشغال بلعبة واحدة.
إصابة الذات: وتشتمل على الحركات التي تصيب أو يمكن أن تؤذي الشخص، مثل دبس العين، أو قطف الجلد، أو عض اليد، أو ضرب الرأس، وأفادت دراسة أجريت عام 2007 أن إصابة الذات في مرحلة ما أصابت نحو 30% من الأطفال المصابين بالتوحد.
• النمطية: الحركة المتكررة، مثل ترفرف اليدين، أو دوران الرأس، أو اهتزاز الجسم.
• سلوك قهري: المتبع في الالتزام بالقواعد، مثل ترتيب الأشياء على هيئة أكوام أو صفوف.
• التماثل: مقاومة التغيير، على سبيل المثال الإصرار على ألا ينقل الأثاث من مكانه، وعلى ألا يقوم أحد بإيقاف هذا الشخص.
• السلوك الشعائري: يمثله نمطٌ غير متغير من الأنشطة اليومية، مثل وجود قائمة ثابتة، أو وجود أحد الطقوس في خلع الملابس. ويرتبط ذلك ارتباطًا وثيقًا بالتماثل. ويقترح دمج الاثنين معًا.
• الذات في مرحلة ما أصابت نحو 30% من الأطفال المصابين بالتوحد.
ويتضح أنه لا يوجد سلوك متكرر بعينه أو إصابة ذاتية بعينها خاصة بالتوحد، ولكن التوحد نفسه يعتبر نمطاً مرتفعاً لحدوث هذه السلوكيات وزيادة خطورتها.
الوقاية
هناك طريقة تحد وتمنع الكثير من حالات التوحد، وهي تتأتى عن طريق أن الحصبة الألمانية تسبب أثناء الحمل أقل من 1% من حالات التوحد، لذلك فإنه قد يمنع الكثير من تلك الحالات التطعيم ضد الحصبة الألمانية.
