تقارير-و-تحقيقات

بين واقع مفروض ومنكر مرفوض.. حكم الاحتفال بعيد الحب

كتب- محمود عرفات

يحتفل المصريون بعيد الحب يوم 4 نوفمبر من كل عام، وذلك على غرار يوم الفلانتاين 14 نوفمبر، وتعود فكرته إلى الكاتب الراحل مصطفى أمين، والذى بدوره اختار يوم الرابع من نوفمبر يوما مميزا للاحتفال بعيد الحب، وهو يوم يعبر فيه الحبيب لمحبوبه عن أنواع المحبة والتقدير، وأهمية وجود الطرفين في حياة بعضهما، وذلك عن طريق تبادل الهدايا والورود وغيرها من أنواع الهدايا التي تجعل اليوم مميزا.

عيد الحب في عيون الدول العربية

نتناول في هذه التقرير حكم الاحتفال بعيد الحب عند عدة دول مختلفة، وذلك من منظور ديني، إذ إن هناك دولا تعاملت معه كما لو كان يوما عاديا شأنه كشأن عيد الأم، فليس فيه شيء، بينما يرى الآخر أن الاحتفال به محرم لاشتماله على أمور تخالف الدين والعادات والتقاليد.

مصر

فيما يخص حكم الاحتفال في مصر قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إنه لا يوجد في الشرع ما يمنع الاحتفال بعيد الحب، ولكن ألا نتفق على أيام معينة ونجعلها خاصة ببعض المناسبات الاجتماعية، فلا يوجد مانع من إظهار الناس لمشاعرهم لمن يحبونهم.

وذكر أمين الفتوى لحديث الشريف الذي ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم «إذا أحب أحدكم عبدا فليخبره فإنه يجد مثل الذي يجد له»، مشيرا إلى أن الحب مفهومه أوسع من العاطفة بين الرجل والمرأة، مؤكدا أن الاحتفال بعيد الحب جائز بما لا يخالف الشرع أو الدين كإرسال الهدايا أو إهداء الكلمات الطيبة لمن نحبهم.

السعودية

في عامي 2003، و2008 حظرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيع الأشياء الخاصة بعيد الحب، ليس هذا فحسب، بل فرضت على العاملين في المحلات التجارية إزالة السلع حمراء اللون من واجهات العرض؛ ولم يكن هناك بيع لأي شيء يخص عيد الحب في المملكة العربية السعودية إلا عن طريق السوق السوداء فقط عام 2008.

وقد أفتى الشيخ محمد بن صالح العثيمين بعدم جواز الاحتفال بعيد الحب» قائلا «إنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، ولأنّه يدعو إلى اشتغال القلب بالأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس، أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كل ناعق».

المغرب

لا يرى المغاربة شيء في الاحتفال بعيد الحب، فهم ينظرون إليه من الأمور الشخصية، وأنه احتفال أوروبي خرج إلى العالمية، ولا يرون في ذلك أي تناقض مع قيم المجتمع، فهو احتفال رمزي يتبادل من خلالها الناس الورود والهدايا، ويعبر المحبين لبعضهم بمعاني راقية ليس فيها شيء يخالف الدين، ولا العادات والتقاليد.

وبرغم ذلك هناك أصوات في المغرب تنادي برفض الاحتفال بعيد الحب، ولكن هذه المناسبة أخذت مكانتها في المجتمع، لا سيما وهي موسم للتجارة والبيع،  بحيث يقوم التجار باستغلالها، لبيع الورود والهدايا العاطفية، وكذلك تدخل ضمن التنشيط السياحي، لذا فإن تحالف المال والحب أَصبح قادرًا على جعلها مناسبة سنوية إيجابية.

إيران

لا ريب أن هناك قيود تفرضها الحكومة لمنع الاحتفال بعيد الحب، لكن برغم ذلك يخرج الشباب الإيرانيون في هذا اليوم للتنزه وشراء الهدايا والاحتفال، ومع مرور السنوات تتزايد أماكن بيع الهدايا ومستلزمات الهدايا، ويعبر المراهقون عن مشاعر الحب التي يشعرون بها بالسير متشابكي الأيدي في شوارع طهران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights