
كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عن توقيع 450 ضابطًا من قوات الاحتياط، بينهم ضباط حاليون وسابقون في سلاح البحرية، على عريضة تطالب بوقف الحرب الجارية في قطاع غزة، والتركيز على إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.
وأوضحت الإذاعة أن من بين الموقعين على العريضة قائدين سابقين لسلاح البحرية الإسرائيلية، هما ديفيد بن شبات، وعامي أيالون، الذي شغل أيضًا منصب رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” سابقًا، في خطوة تعكس حجم القلق المتزايد داخل المؤسسة الأمنية من استمرار العمليات العسكرية دون تحقيق تقدم ملموس في ملف الأسرى.
وتعد هذه الخطوة مؤشرًا غير مسبوق على اتساع دائرة الرفض داخل المنظومة العسكرية الإسرائيلية لاستمرار الحرب، لا سيما في ظل تصاعد الخسائر البشرية والتكلفة السياسية والاقتصادية المتزايدة للنزاع. ويعد انضمام شخصيات بارزة، كأيالون، المعروف بنقده الحاد للحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، تصعيدًا مهمًا في الضغط الداخلي على صانعي القرار في إسرائيل.
وتأتي هذه العريضة وسط تعثر واضح في مفاوضات تبادل الأسرى التي ترعاها أطراف دولية وإقليمية، أبرزها مصر وقطر، في ظل تمسك حماس بمطالبها بوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو حتى الآن.
وكان ملف الأسرى قد تصدر الساحة السياسية والإعلامية الإسرائيلية مؤخرًا، مع تزايد احتجاجات عائلاتهم في تل أبيب أمام مقر وزارة الدفاع، ومطالبتهم الحكومة بإبرام صفقة تبادل عاجلة.
ويرى مراقبون أن توقيع هذا العدد الكبير من ضباط البحرية، وهي من النخب العسكرية في إسرائيل، يشكل صفعة قوية لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، ويعزز الضغوط لإعادة النظر في استراتيجية الحرب، خاصة في ظل تراجع شعبية الحكومة وتزايد المطالب بإجراء انتخابات مبكرة.