رئيس المعاهد الأزهرية: قبلة وهدية لطفلة من ذوي الهمم تقديرًا لحفظها القرآن الكريم

تقرير: مصطفى على
في مشهد إنساني مؤثّر، اختلطت فيه مشاعر الفخر بالحنان، حرص الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، على إظهار الدعم والاحتفاء بأحد النماذج المشرفة من أطفال ذوي الهمم، وذلك خلال جولته الميدانية لمعهد “العارف الأزهري” بمحافظة سوهاج، لمتابعة تنفيذ برنامج النشاط الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم.
وخلال زيارته التفقدية، توقّف الشيخ عبد الغني أمام فصل دراسي تحتضنه أجواء قرآنية خاشعة، حيث لفتت انتباهه طفلة صغيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت تجلس بهدوء بين زميلاتها، وتحمل في قلبها قدرًا من النور القرآنى فبادر رئيس القطاع بسؤالها عن مدى حفظها، ودعاها لتقرأ على مسامعه ومسامع زميلاتها بعضًا من آيات الذكر الحكيم.
تصفيق وتشجيع.. وقبلة على الجبين
استجابت الطفلة بثقة، وشرعت تتلو آيات من القرآن الكريم بصوت مؤثّر، وسط إنصات الحاضرين. وما إن انتهت من تلاوتها حتى دوى الفصل بتصفيق حار من الزميلات والمعلمات والمشرفين، في لحظة مفعمة بالفخر والإعجاب.
تأثر الشيخ أيمن عبد الغني بالموقف، وتقديرًا لجهد الطفلة، بادر بتقديم هدية فورية لها قدرها 200 جنيه، ثم قبّل رأسها أمام زميلاتها، في لفتة أبوية عبّرت عن التقدير العميق لهذه النماذج الملهمة من أبناء الأزهر الشريف، خاصة من أصحاب الهمم.
إشادة بحرص أولياء الأمور والتزام المشرفين
وأثناء جولته داخل أروقة المعهد، أشاد رئيس قطاع المعاهد الأزهرية بانتظام حلقات تحفيظ القرآن داخل الفصول الدراسية، وحرص الطلاب والطالبات على الانخراط في البرنامج الصيفي تحت عنوان «احفظ مقررك»، مؤكدًا أنه اطمأن إلى جدية الأداء والالتزام من جانب المشرفين والمعلمين، والتنظيم الدقيق للحلقات القرآنية.
كما ثمّن التفاعل الكبير من أولياء الأمور مع البرامج القرآنية، معتبرًا إقبالهم على إشراك أبنائهم في هذا النشاط الصيفي بمثابة امتداد طبيعي لرسالة الأزهر الشريف في ترسيخ العقيدة والقيم، وغرس الفضيلة منذ الصغر.
توجيهات الإمام الأكبر.. مرجعية تربوية وإنسانية
وأكد الشيخ عبد الغني أن هذه الأنشطة تأتي تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي وجَّه بالعمل على استثمار الإجازة الصيفية في برامج تعليمية وتربوية تواكب العصر، وتبني الشخصية الإسلامية السوية، من خلال التركيز على تنمية القيم الدينية والوطنية، وصقل المهارات القرآنية والأخلاقية.
وأشار إلى أن الاهتمام بأصحاب الهمم هو جزء لا يتجزأ من رسالة الأزهر في الشمول والرحمة والتكافل، حيث يشكّلون طيفًا مباركًا في المجتمع، ولهم الحق الكامل في نيل فرص متكافئة في التعليم والتكريم والتحفيز، بما يضمن اندماجهم وتمكينهم في بيئة تتبنى قيم الإسلام في الإنصاف والرحمة.
دعوة لمواصلة العطاء بروح الأزهر
وفي ختام زيارته، دعا رئيس قطاع المعاهد الأزهرية القائمين على برامج التحفيظ في المعاهد إلى مواصلة العمل بنفس الروح العالية من الإخلاص والتفاني، مشيرًا إلى أن هذه الجهود التربوية تُعد من أنبل صور خدمة أبناء الأمة، ولا سيما عندما ترتكز على القرآن الكريم والتربية الإيمانية.
واعتبر الشيخ أيمن عبد الغني أن ما شاهده في المعهد، من انتظام وتفاعل وتفوق في التلاوة والحفظ، يعكس رؤية الأزهر في بناء أجيال على الأساس المتين للعلم والإيمان والأخلاق، وهو ما يحتاجه المجتمع الآن أكثر من أي وقت مضى.
لحظة تُلخِّص رسالة الأزهر
القبلة التي وضعها الشيخ عبد الغني على جبين الطفلة لم تكن مجرد لفتة إنسانية، بل كانت تجسيدًا حيًّا لرسالة الأزهر الشريف، التي تؤمن بأن تكريم الإنسان لا يُقاس بالعمر أو القدرة، وإنما بالإرادة والإيمان والعمل. هكذا تعلّمنا من الأزهر، وهكذا يواصل رجاله غرس القيم في كل فصل ومعهد، من القاهرة إلى أقصى قرى الصعيد.