📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
الرئيسيةعرب-وعالم

صيدنايا.. سجن عصي ينزع الثوار أقفاله

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

صيدنايا.. السجن سيء السمعة في ريف دمشق، الذي أعلنت المعارضة السورية المسلحة السيطرة عليه فجر الأحد، وفاءً بوعدها لأهالي المعتقلين فيه، لتفتحه أمام الكاميرات وتخرج منه آلاف المعتقلين، وقد خرجوا منه بحالة صحية ونفسية سيئة، وبينهم 54 معتقلًا أُطلق سراحهم، قبيل تنفيذ أحكام الإعدام فيهم بساعة واحدة.

لكن المفاجأة التي وقفت أمام القوات التي فتحت السجن، أنهم لم يجدوا عددًا من المعتقلين فيه، حيث بقيت بوابة الطوابق السفلية المغلقة إلكترونيا لغزا عصيًا على الحل، حل دون الوصول إلى ما ورائها، الذين رصدتهم الكاميرات في غرفة المراقبة، ما اضطر 5 فرق طوارئ من الدفاع المدني السوري للتوجه إلى “صيدنايا”، أملًا في الوصول إلى الزنازين العصية على الفتح.

وفي لحظة الخروج، كان المحررون يروون آلاف القصص عن أهوال من التعذيب تُخضع أقوى الرجال، لتصدق على حقيقة ما كشفته بعض التسريبات الأمريكية عن بناء أفران داخل السجن لحرق الجثث.

ولم توضح تلك التقارير إن كان الحرق يحدث للمعتقلين الأحياء، أم لأولئك الذين يموتون قتلًا من عنف موجات التعذيب بالسجن، أو الآخرين الذين يجري إعدامهم بشكل جماعي، فحسب منظمة العفو الدولية في تقريرها- الصادر حول القمع داخل ذلك السجن عام 2017- بلغ عدد المعتقلين الدين جرى إعدامهم جماعيًا 13 ألف معتقل، وقد وضعت تقريرها تحت عنوان “المسلخ البشري”.

في “اليوم” قررنا إعادة فتح التقرير، في جولة سريعة نتعرف فيها عن ماهية المسلخ البشري- صيدنايا؟

المسلخ

صيدنايا الذي وصفته المنظمة بالمسلخ، هو سجن عسكري تابع لوزارة الدفاع السورية، ويبعد عن دمشق مسافة 30 كيلو متر شمالًا، وتديره الشرطة العسكرية، وهو سجن مخصص للرجال منذ عام 2011، يشمل مبنيين أحدهما يسمى (السجن الأحمر) المخصص لسجن المدنيين من معارضي “بشار الأسد”، والأخر يسمى (السجن الأبيض)، وهو مخصص للمساجين العسكريين الذين تمردوا على النظام غالبًا، أو الذين ارتكبوا جرائم خارج إطار المعارضة وهم قلة.

وقد وصفت المنظمة في تقريرها شكل السجن، فقالت: إنه يتكون من مبنيين مصنفين حسب طلاء كل منهما، يضم السجن الأحمر قسم مركزي يتفرع منه ثلاثة ممرات طويله، لذا تمت تسميته (إطار مرسيدس)، وقد أصبح السجن السياسي الرئيسي بعد عام 2011؛ أما السجن الأحمر فهو مبنى على شكل الحرف اللاتيني (L)، وقدرت أعداد المعتقلين في المبنيين ما بين 10- 20 ألف شخص.

وقالت أمينستي إن السلطات السورية عام 2011 أخلت السجن الأحمر من المعتقلين فيه، الذين كان غالبيتهم من الجماعات الإسلامية، المعتقلين قبل أحداث هذا العام، وفي مايو من نفس العام استقبل السجن أول دفعة من المعتقلين المشاركين في أحداث العام، وجميعهم أدلوا باعترافات تفصيلية وجرائم لم يرتكبوها، ووقعوا عليها بخط اليد، ووضعوا بصمات أصابعهم على الاعترافات تحت وطأة التعذيب.

وكان أولئك المحتجزون ينتمون إلي كل فئات المجتمع، وقد صنفتهم السلطة من معارضيها، وبينهم أصحاب المستويات التعليمية والثقافية المرتفعة، والمعارضين المخضرمين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحفيين، والأطباء، والمهندسين وعمال الإغاثة الإنسانية، والطلبة، أي أنه أضحى مخصصا لاعتقال “الثوار”، ونادرًا ما يتم الإفراج عن أحد معتقلي المبنى الأحمر- نقلًا عن تقرير المنظمة حسب شهادات بعض موظفي السجن.

نهاية الحياة 

 

بدأت المنظمة تقريرها باقتباس من شهادة أحد حراس السجن ويدعى “أبو محمد”، ويقول فيه: “يمثل صيدنايا نهاية الحياة ونهاية الإنسانية”، هكذا كان وصف السجن الذي سجلت فيه المنظمة أبشع انتهاكات حقوق الإنسان، حيث قتل فيه 17723 معتقلًا في الفترة من مارس 2011 حتى ديسمبر 2015، بمتوسط 300 شخص يوميا جلهم من معارضي نظام الرئيس “الأسد”- حسب المنظمة.

وقد اتهم تقرير أمينستي النظام السوري آنذاك بارتكاب جريمتي الإبادة الجماعية بتعمد فرض أحوال معيشية قاسية تشمل الحرمان من الطعام والدواء لإهلاك جزء من المعتقلين؛ والجرائم ضد الإنسانية بالقتل والتعذيب والإخفاء القسري والإبادة داخل السجن، لفرض سياسات النظام عليهم.

وكانت عمليات الشنق الجماعي أول الجرائم داخل السجن، حيث قدرت أمينستي أن ما بين 5 آلاف و13 ألف شخص في السجن في الفترة من سبتمبر 2011- ديسمبر 2015، عبر دوامة طويلة يدور فيها المعتقل قبيل اعتقاله من بينهما محاكمة قصيرة لا تطول مدتها عن دقيقة إلى ثلاث دقائق، ولا يسمح للمتهم فيها بالاتصال بمحامٍ أو الاطلاع على تفاصيل القضية، ثم يتم تعذيبه بقسوة داخل المبنى المحتجز فيه والمعروف بالمبنى الأحمر، قبل أن يتم اقتياده إلى مبنى أخر يسمى المبنى الأبيض ليُنَفَذ فيه حكم الإعدام، حيث يجري إعدام ما بين 20-50 شخص في كل مناسبة، ثم تُنقل الجثث بعد ذلك إلى مستشفى تشرين العسكري، قبل أن يُدفَنوا في مقابر جماعية.

وكذلك كان الأمر في عمليات الإبادة، حيث تنزع سلطات السجن صفة الإنسانية عن المعتقل، ليمارس ضده أعنف درجات الضرب والتعذيب والاعتداء الجنسي، والحرمان من الدواء والطعام والشراب والنظافة الشخصية وحتى الرعاية الطبية، ما يصيب الكثير من السجناء بالأمراض المعدية والنفسية، ويموت بعضهم من فرط التعذيب، لتُنقل جثته لمستشفى تشرين فتصدر تقرير الوفاة بأنه هبوط حاد في الدورة الدموية أو أزمة قلبية أو مشكلات بالجهاز التنفسي، ويدفن مثلما حدث مع من جرى إعدامهم.

وجاءت أهم توصيات المنظمة آنذاك، أن تكف الحكومة عن ارتكاب هذه الجرائم، وتبلغ أهالي المعتقلين بأماكن ذويهم، وتعرف أهالي المتوفين بمصير أبنائهم وذويهم، وطالبت بإجراء تحقيق دولي في الانتهاكات داخل هذا السجن وغيره، وتقديم مرتكبي تلك الجرائم للمحاكمة، كما طالبت الحكومة بالسماح للمراقبين الدوليين بدخول السجن، ورصد ما يجري فيه.

من أجل ذلك، كان تحطيم أقفال ذلك المسلخ ودخوله حدث جلل احتفل به السوريون في الشوارع، ووقف فيه أهالي المعتقلين وذويهم، يستقبلون أبناءهم الذين يتنسمون الحرية منذ زمن بعيد، بالدموع والآهات الحارقة، التي تخرج محملة بآلام الطرفين- المعتقل وأهله- لما يقارب 14 عامًا، لكن يظل السؤال المطروح، الذي لن يجيب عليه إلا الزمن: هل ستبقي السلطة الحاكمة الجديدة على ذلك السجن أم ستهدمه كما هدمت التماثيل في الشوارع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights