أمين تنظيم حزب الريادة في حواره لـ”اليوم”: نصر أكتوبر إرادة مصرية غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط
حوار ـ إسلام عبدالرحيم:
“الوطنية والانتماء وقبول الآخر؛ سبب رئيسي في الوحدة الوطنية وانتصارات أكتوبر المجيدة”.. بهذه الكلمات بدأ د. سراج عليوة أستاذ القانون الدولي، أمين تنظيم حزب الريادة، حواره لـ جريدة “اليوم”.. عن حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أنها من أهم حروب العصر الحديث ويتم تدريسها لاستخلاص الدروس والعبر منها فى أركان الكوكب بأكمله، بسبب معدن المواطن المصرى واعتزازه بهويته الوطنية التى تظهر بشدة في الأزمات والكوارث التى يمر بها وطننا حيث تشاهد قوة الملحمة الوطنية التى تكون بين المصريين العظماء وينسون أى خلافات بينهم ويصبح أمن وأمان الوطن همهم وشغلهم الوحيد.
- ما الدروس المستفادة من حرب أكتوبر التي يمكن أن تطبق في الصراعات الحالية؟
الدروس المستفادة من حرب أكتوبر كثيرة ولكن من أهمها إدراك العالم أجمع بقدرات المقاتل المصرى الذى يصبح آلة قتال فى حالة المساس ببلده بأى شكل من الأشكال واستحالة الدخول فى مواجهة مع المصريين لأن التاريخ، والتجارب العملية أثبتت استحالة ذلك أيضًا من أهم الدروس المستفادة هى أن السلام لابد له من قوة تحميه لذلك يجب الاستعداد دائماً حتى نستطيع حماية أمننا القومى ونضمن عدم التعرض لمصالحنا، وهذا ما يؤمن به وينفذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حين قال: “العفى محدش ياكل لقمته” وهذا الاستعداد يكون “عسكريًا و اقتصاديًا ومجتمعيًا” بنشر الوعى خاصة مع انتشار الحروب الحديثة التى لم تعد تعتمد على المواجهات العسكرية بل تعتمد على عدم وعى الشعوب، وهذا أيضاً ما يوجه به الرئيس دائماً بالعمل دائماً على نشر الوعي.
- كيف أثر الإعلام المصري في تشكيل الرأي العام خلال الحرب؟
للإعلام دور غاية فى الأهمية فى تشكيل الرأى العام وتوعيته، وهذا ما قام به أثناء الاستعداد لحرب أكتوبر مثل نشر عدالة قضية مصر وحقها فى الدفاع الشرعى عن نفسها ضد العدوان الغاشم والغادر وتوعية.
ويعد تحرك الإعلام المصري لكشف حقيقة النوايا التوسعية لإسرائيل خلال حرب يونيه 1967، والتي كشفت عن الكثير من أطماعها، فمن خلال الصحافة بدأت تبرز المقالات التي توضح وقوف الجماهير المصرية خلف قواتها المسلحة للدفاع عن تراب مصر وتحرير أرضها، وإحباط المخطط الإسرائيلي لبث دعايته المضادة، والتي تهدف إلى تفتيت الوحدة الوطنية وبث روح اليأس، كما بدأت المجلة الحربية تركز على إعداد القوات المسلحة والتصميم على القتال من أجل تحرير الأرض، وأنه لا بديل آخر عن خوض حرب التحرير ومن خلال الإذاعة والتليفزيون بدأ الإعلام يركز على الندوات والتعليقات من القيادات السياسية والحربية، ونقل الأخبار عن إعداد القوات المسلحة وصمود الجبهة، وأهمية الدور العربي والمساندة العربية لدول المواجهة ومنها مصر.
- ما أبرز المواقف الإنسانية التي شهدتها الحرب وتعكس روح التعاون والتضحية؟
أبرز المواقف التى كشفتها حرب أكتوبر هى المعدن الأصيل للمواطن والمقاتل المصرى وإيمانه بالاقتداء بالسلوك السوي السليم وعدم تطرفه أو انحرافه وقد ظهر هذا جلياً فى التعامل مع أسرى الحرب الإسرائيليين الذين تمت معاملتهم معاملة إنسانية تتفق و شرعنا الحنيف والاتفاقيات الدولية المتعلقة بكيفية معاملة أسرى الحرب، وذلك على النقيض مما كان و مازال العدو الصهيونى يرتكبه دائماً دون التقيد والالتزام بقواعد القانون الدولي المنظمة لأسرى الحروب و هذا دأبه دائماً، ومن المواقف التى تظهر روح التعاون هى موقف الدول العربية ودعمها الكامل لشقيقتهم الكبرى مصر قبل، وأثناء و بعد حرب أكتوبر المجيدة بسبب ترابطهم القوى التاريخى.
- كيف ساهمت حرب أكتوبر في تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط؟
كان من الواضح للعالم أجمع أن القوات المسلحة المصرية تحقق معجزة عسكرية وقتها، حيث قال الخبراء العسكريون أنه من أعظم الإنجازات العسكرية بكل المقاييس، وأن آلاف المقاتلين المصريين نجحوا فى عبور القناة والاستيلاء على خط بارليف وفرض السيطرة فى وقت قياسى، فقد تفوق الجيش المصرى على الجيش الصهيونى الذى كان متفوق حينها في الإمكانيات والتسليح، وأثبت أن أسطورة الجيش الذى لا يقهر هي خرافة، وأنه كيان هش ضعيف يعتمد فقط على نسج الأساطير.
