يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ دراسات السلام بجامعة مصر اليابان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتبع استراتيجية تهدف إلى تحقيق استسلام كامل لحركة حماس، مستغلًا حالة الحرب للبقاء في السلطة.
وأوضح صادق في تصريحات خاصة لـ “اليوم”، أن استمرار العمليات العسكرية والمفاوضات الطويلة يوفر لنتنياهو غطاءً سياسيًا يعيقه عن مواجهة المحاكمة في قضايا الفساد.
وأشار أستاذ دراسات السلام بجامعة مصر اليابان، إلى أن نتنياهو قد يراهن على الوقت، في انتظار عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة، ليقدم صفقة التبادل كإنجاز مشترك بينهما.
في الوقت نفسه، يواصل الضغط على المقاومة الفلسطينية، مستفيدًا من تراجع دورها في الضفة الغربية وضعف محور المقاومة الإقليمي.
تعثر المفاوضات
مصدر إسرائيلي مطلع كشف لصحيفة يديعوت أحرونوت أن المفاوضات التي يقودها فريق من الموساد في الدوحة لم تحقق أي تقدم ملموس، رغم العمل المكثف، ويبدو أن التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة التبادل بات بعيدًا.
في المقابل، يواجه نتنياهو معارضة شرسة من اليمين المتطرف، الذي يرفض إنهاء الحرب دون القضاء الكامل على حماس. هذا التيار يدعو إلى استمرار القتال، مشددًا على أهمية التركيز على التوسع الاستيطاني والاستعداد لأي مواجهة محتملة مع إيران.
الآمال تتراجع
في الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات، تتزايد معاناة المدنيين في قطاع غزة والوضع الإنساني يزداد سوءًا مع استمرار العدوان، بينما تبقى الأرقام شاهدة على حجم الكارثة التي يعيشها القطاع المحاصر.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 45,317 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى 107,713 مصابًا، في مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.
بين الحسابات السياسية لنتنياهو والتوترات الداخلية، تظل صفقة التبادل رهن التعقيدات الميدانية والمواقف المتضاربة، بينما يدفع المدنيون ثمن استمرار الحرب.
