ملتقى الفكر الإسلامي لذوي الهمم.. خطوة رائدة نحو الفكر المستنير

في خطوة رائدة وغير مسبوقة، أطلق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم، ملتقى الفكر الإسلامي لذوي القدرات الخاصة والهمم للمرة الأولى، تحت عنوان: “أهمية الدعم الأسري لذوي القدرات والهمم وأثره في تشكيل قدراتهم النفسية والاجتماعية”، وذلك بمسجد السيدة زينب – رضي الله عنها، مساء الخميس 6 رمضان 1446هـ الموافق 6 مارس 2025م، وسط أجواء روحانية وإيمانية امتزج فيها الفكر المستنير بالدعم النفسي والاجتماعي.
ويأتي هذا الملتقى برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف، الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وإشراف الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في إطار جهود الوزارة لتعزيز دور الأسرة في رعاية ذوي الهمم، وتنمية مواهبهم وقدراتهم النفسية والاجتماعية، بما يحقق دمجهم الفاعل في المجتمع.
القرآن الكريم يفتتح اللقاء وروحانية تملأ الأجواء
استُهلت فعاليات الملتقى بتلاوة عطرة للشيخ منتصر الأكرت، تلاها تقديم متميز من الدكتور حسن مدني، رئيس شبكتي البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم الأسبق، الذي ألقى الضوء على اهتمام القيادة السياسية بذوي الهمم، وأهمية هذا الملتقى في دعم توجهات الدولة المصرية لتعزيز حقوقهم.
الدعم الأسري.. ركيزة أساسية في بناء شخصية ذوي الهمم
في كلمته الرئيسية، أكد الأستاذ الدكتور جمال الدين شفيق، أستاذ العلاج النفسي بجامعة عين شمس وأمين لجنة الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات، أن الدعم الأسري هو حجر الأساس في تنمية قدرات الأبناء ذوي الهمم، مشددًا على أهمية توفير الإشباع العاطفي والنفسي والمادي لهم، لتمكينهم من تحقيق طموحاتهم والتفوق في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن ذوي الهمم قادرون على تحقيق نجاحات استثنائية إذا توافرت لهم البيئة الداعمة، مستشهدًا بالنماذج الناجحة في مختلف التخصصات. كما استعرض الحقوق التي كفلها الدستور المصري بعد تعديله في 2018م، وأشاد بجهود الدولة في توفير بيئة مجتمعية دامجة لهم، مستندًا إلى تقارير منظمة الصحة العالمية التي تؤكد أهمية هذه الجهود.
مواهب متميزة من ذوي الهمم تبهر الحضور
لم يكن اللقاء مجرد حوار فكري، بل تخللته فقرات فنية وإنشادية مبهرة من أبناء ذوي الهمم، حيث قدم الطفل الموهوب عُمر حمادة ابتهالًا روحانيًا نال إعجاب الحضور، فيما تألقت المبتهلة فردوس مكي –أول سيدة مبتهلة مصرية– في أداء متميز أضفى أجواءً روحانية على الفعالية. كما قدم فريق الإنشاد “نوابغ مصر” مجموعة من الابتهالات التي لاقت تفاعلًا وترحيبًا واسعًا من الجمهور.
نصائح وإرشادات لتعزيز ثقة ذوي الهمم بأنفسهم
في ختام كلمته، قدم الدكتور جمال الدين شفيق مجموعة من النصائح والإرشادات لأولياء الأمور، مؤكدًا أهمية اتباع أساليب تربوية تعزز ثقة الأبناء بأنفسهم، وتساعدهم على الاندماج في المجتمع، وتحقيق طموحاتهم دون قيود أو عراقيل.
ختام مميز وإشادة واسعة
اختُتم الملتقى بوصلة إنشادية مؤثرة قدمها المبتهل الإذاعي منصور الأكرت، وسط تفاعل كبير من الحضور، الذين أشادوا بجهود وزارة الأوقاف في رعاية ذوي الهمم وتنظيم مثل هذه الفعاليات، مطالبين باستمرارها لنشر الوعي وتعزيز ثقافة الدمج المجتمعي.
بهذا الملتقى، يرسّخ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف رسالةً إنسانية وفكرية، تؤكد أن ذوي الهمم ليسوا فقط جزءًا من المجتمع، بل قوة دافعة للإبداع والتميز إذا ما توفر لهم الدعم المناسب.