أخبار

المفتي السابق : دراسة الخلاف الفقهي ضرورة ومن يجهله لا يعد عالمًا

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الخلاف الفقهي في المسائل الاجتهادية هو سنة إلهية تعكس رحمة الشريعة الإسلامية ومرونتها، مشيرًا إلى أن هذا التنوع الفقهي ليس ضعفًا، بل هو دليل على قدرة الإسلام على استيعاب متغيرات الحياة، مما يجعله صالحًا لكل زمان ومكان.

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج “الفتوى والحياة”، المذاع على قناة “الناس”، حيث تناول أهمية الاجتهاد الفقهي في القضايا الظنية، وكيف يسهم هذا التنوع في تحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة.

الاجتهاد الفقهي.. ضرورة لمواكبة متغيرات العصر

أوضح المفتي السابق أن النصوص الشرعية تنقسم إلى نوعين:

1. نصوص قطعية الدلالة والثبوت: وهي التي لا تقبل التأويل أو الاجتهاد، مثل أركان الإسلام والحدود الشرعية.

2. نصوص ظنية الدلالة والثبوت: وهي التي تحتمل أكثر من تفسير، مما يفتح الباب أمام الاجتهاد الفقهي.

 

وأشار إلى أن حصر الناس جميعًا في رأي فقهي واحد في المسائل الاجتهادية يؤدي إلى الضيق والمشقة، بينما جاءت الشريعة رحمةً وتيسيرًا، مؤكدًا أن التنوع الفقهي لم يكن يومًا سببًا للفرقة، بل هو سمة من سمات الفقه الإسلامي التي تحقق مصلحة المسلمين في كل عصر.

العالم الحقيقي لا بد أن يدرس الخلاف الفقهي

شدد الدكتور شوقي علام على أن الاطلاع على الخلافات الفقهية ودراسة أدلتها من أهم شروط الفقيه الحقيقي، مشيرًا إلى أن الفقيه الذي لم يدرس هذه الاختلافات لا يُعد عالمًا بحق.

واستشهد بقول الإمام قتادة: “من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه”، موضحًا أن العلماء الحقيقيين هم الذين يدركون الفروق الفقهية بين المذاهب، ويستطيعون توجيه الناس وفق الأحكام الشرعية التي تناسب واقعهم وظروفهم.

الخلاف الفقهي.. دليل على عمق الشريعة الإسلامية

اختتم المفتي السابق حديثه بالتأكيد على أن الخلاف الفقهي ليس سببًا للفرقة، بل هو مصدر غنى وثراء للشريعة الإسلامية، داعيًا إلى فهم هذه الاختلافات في إطارها الصحيح، والابتعاد عن التعصب لرأي معين، لأن الاجتهاد هو الذي يجعل الشريعة الإسلامية قادرة على التفاعل مع تطورات العصر ومواكبة احتياجات الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights