هل غنَّت أم كلثوم لمسجد قرطبة الأثري؟

بعد اندلاع حريق مسجد قرطبة، مساء أمس الجمعة، بجنوب إسبانيا، والذى يُعد أحد أبرز المعالم الإسلامية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. يبحث الكثير عن تاريخ المسجد الذي يكتب فيه الشعر ويقال ان أم كلثوم تغنت له.
والبحث لم نجد أى دليل على ان سيدة الغناء العربي أم كلثوم لم تغنى أى قصاد لمسجد قرطبة.
تفاصيل الحريق:
ونشرت لوسائل الإعلام الإسبانية، النار اندلعت بسبب اشتعال في آلية مخصصة لكنس الأرض.
تأثير الحريق:
لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة في المعلم التاريخي.
مسجد قرطبة:
شيد المسجد على يد الأمراء والخلفاء الأمويين بين القرنين الثامن والعاشر الهجري.
الأهمية التاريخية:
يُعد مسجد قرطبة تحفة معمارية ويصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويستقبل نحو مليوني زائر سنويًا.
رأى الشاعر الباكستاني محمد إقبال في مسجد قرطبة
محمد إقبال هو شاعر الشرق وفيلسوف الإنسانية ، ولد عام 1877 في سيالكوت في البنجاب ، لأسرة برهمية كشميرية الأصل، لقد اهتدى أحد أسلافه فيها إلى الإسلام قبل حكم الملك المغولي الشهير “اكبر” ، نزح إقبال إلى سيالكوت ودرس اللغة العربية إلى جانب الأردية والفارسية، ثم رحل إلى أوروبا وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة ميونخ في ألمانياكال اسبانيا ووقف أمام مسجد قرطبة الذى حوله الأسبان إلى كاتدرائية لم يستطع أن يتمالك نفسه من ضياع الأندلس وضياع التراث الاسلامى هناك وعبر عن تلك المشاعر شعرا جميلا.
قصيدته عن جامع قرطبة:
قصر التاريخ ومسجـدهُ ما أروع ما صنعتْ يدهُ
للقوم بصدر حكايتــه صـوت ما زال يردِّده
ظمأ لا رِيَّ لـه وبــه طلب الظمآن ومقصدهُ
يزداد برؤيتـه ولَـهـًا ويريد يقـوم فيقـعِدهُ
وكأن علائـق زينـتـه خفقات القلب ومعقدهُ
في الصخر فنون سرائرنـا بلطائـفـنا نتـعهدهُ
ليَهيج رنيـنُ جوانـبـه بأنيـن الروح نُـزوِّدهُ
يا ظل الغرب ودوحتـه من ذا تاريخك يجـحده ؟
بك أضحت تربة أندلسٍ حرما في الغرب نمـجِّده
لا نِدَّ لـه في سـؤدده إلا الإيـمان وسـؤددهُ
عربـيُّ اللحن حجازيٌ روح الإسلام تخـلِّــدهُ
يمـنـيُّ العطر تهبُّ بـه أنسـام الشـام وتحشدهُ
يحـكيــك جمالا وجـلالا رجـلٌ لـلـه تعـبُّدهُ
وحماسُ ضحاه ووجدُ مسـاه وما يخـفيه له غَــدهُ
ومسرَّتـه ومحبَّتـــــه وتواضعــه وتـودُّدهُ
عذب الكلمات خفيف الروح رقيق القـلب مسـهَّدهُ
أبديُّ الحب نقــيُّ الحرب مَصون العرض مهنَّـدهُ
وعلى يده لله يـــــدٌ بلطيف القدرة تعـضُدهُ
العالم قصـر خلافـتــه وسماء الـعـالم معبَــدهُ
سرُّ الكونيـن برؤيتـــه وعن الكونـيـن تـجرُّدهُ
وسراب العصر بنور الدين ونار الحـــب يـبـدِّدهُ
أعمدة المسجد بأعمدة النخيل في أرض الشام
كنخيل الشام وأعمدهـا شمختْ في المسجد أعمدهُ
تتـألق زرقـة قبتــه وتُقيم اللـيل وتُـقـعِدهُ
وتنـهُّدها في وحدتـها كالطور كواه تـنـهُّـدهُ
تميل سحابـة الوادي فتحكي فيه غطُّـاسا
رمتها الشمس بالياقــوت أكداسا فأكداسا
وأغنية ابنة الفـلَّاح تطرب رغم ركَّتـها
برقـتـها إذا غنَّت وآهتـها وأنَّـتـها
كأن غناءها فيـضٌ يُقِلُّ سفينـة القلبِ
تغازل نهر قرطبــة الذي يذخر بالحـبِّ
هنالك يرتع الساري هنالك تصدح الوُرْقُ
كأن النهر تاريــخٌ يغني فوقـه الشرقُ
إن أرضا أنت فيـها لسمـاء للعيـونْ
كيف لم يسمعْ أذانًا أهلُها مـنذ قرونْ ؟
ليس في ضوضاء هذي الأممِ نغـمة إلا أذان المسلمِ
تبدَّت لنا وسْط الرصافة نخـلـةٌ تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّب والنَّوَى وطول افتراقي عن بنيَّ وعن أهلي
وما ضرَّنا ملـك تركنـاه خلفنا فكل بلاد الله ملـك ذوي العدلِ
سنبني كما كنـا بنينـا لغيرنـا وحاشا لأهل الجود تُوصَم بالبخلِ
إذا نضبتْ أجسادنا من دمائنـا فمنـزلنا ريَّـانُ من غدَق البذلِ
ستذكرنا الدنيا وتندبنا الـورى وتطلب في آثارنا كعبـة الفـضلِ
يقال هنا صلَّتْ وضجَّتْ قلوبهم هنا انتبذت أرواحَها رسُلُ النخـلِ
صوت المنائر في نسيمك يرقــدُ وصداه في أرواحـنـا يـترددُ
يا توأم الحرم الشريف تطوَّفــت بك ركَّع من عاكفين وسجَّـدُ
سيماك من أثر السجود على الثرى طرب يفوح ونضرة تتـجـددُ
خمدت حقيقتنا وزال بريقـــنا وبريق قرطبة الشريد مخــلَّدُ
ووقفتُ لا نومي حمدتُ ولا السُّرى أتكبد الجرح الذي أتـكـبدُ